ماذا لو لم يأت لودريان؟

مع دخول الشغور الرئاسي شهره التاسع، يبقى الإنقسام إزاء انتخاب رئيس الجمهورية، هو العنوان على الساحة الداخلية، بعدما بات واضحاً أن التطبيع مع الفراغ ورغم كل التحذيرات، هو الإتجاه غير المعلن لدى غالبية القوى المعنية بالمشهد السياسي الداخلي. وتتحدث مصادر سياسية واسعة الإطلاع، عن أن ستاتيكو الفراغ السياسي والمؤسساتي بالتوازي مع الفلتان الأمني، مستمرّ على الأقل حتى أيلول المقبل، وذلك بمعزلٍ عن تطور مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في مرحلتها الثانية المقبلة.

وتكشف هذه المصادر ل”ليبانون ديبايت”، عن مشهدٍ جديد للإستحقاق الرئاسي، في ضوء ما حمله لودريان إلى باريس بعد زيارته الأولى لبيروت، بحيث أن زيارته الثانية، لم تعد مؤكدة كما كان متداولاً في اليوم التالي للعيد الوطني الفرنسي في 14 تموز الجاري، خصوصاً وأن العقبات التي واجهت مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئاسية، ما زالت موجودة، ولم تنفع أي مبادرة للحوار يجري الحديث عنها في الداخل كما في فرنسا وبرعايتها، وتحديداً من قبل لودريان الذي لم يطرح في جولته على القوى والمرجعيات، إلاّ الحوار كمدخل إلى التسوية الرئاسية.

لكن مفتاح باب التسوية المغلق لم يعد في بيروت، بحسب هذه الأوساط، التي تلفت إلى أن لودريان يتطلع باتجاه العاصمتين السعودية والإيرانية، من أجل الوصول إليه، وذلك في ضوء الإنقسام محلياً وإقليمياً على توقيت الحوار اللبناني، وما إذا كان سيحصل قبل الإنتخابات الرئاسية أو بعدها.

وفي الإنتظار، يمرّ الوقت ثقيلاً بينما يبقى مستقبل الإستحقاق مجهولاً، وذلك بانتظار أيلول المقبل، حيث تشير الأوساط الواسعة الإطلاع إلى أن موعد بدء أعمال التنقيب عن الغاز، سيشكل محطةً هامة سوف تدفع باتجاه تحريك كل الملفات السياسية والمالية والإقتصادية في وقتٍ واحد.

وعن مهمة لودريان، فإن الأوساط تكشف أنها منفصلة عن حراك الدول المنضوية في إطار “اللقاء الخماسي”، كما أنها تأتي وفق مبادرة شخصية من الرئاسة الفرنسية، وهي تطرح أسساً جديدة محورها التفتيش عن صيغة للحوار يرضى بها طرفا الأزمة الرئاسية في لبنان وفي المنطقة وتحديداً السعودية وإيران، علماً أن فرصة الحل الداخلي للإستحقاق الرئاسي، معدومة بالكامل، وعلى الرغم من أن الفراغ يؤدي يومياً الى زيادة منسوب حالة الإنهيار والإهتراء التي تضرب كل مفاصل الدولة.

وعليه، وفي الوقت الذي يترقب فيه الداخل عودة لودريان، فإن الأوساط تحذر من رمي الأزمة على باريس أو اللقاء الخماسي، لافتةً إلى أن احتمال عدم عودته هذا الشهر مرتفع جداً، في ضوء ما وصل إليه من انطباع ثابت، بأن ما من فريق لبناني مستعد للتراجع أو للتنازل من أجل تسهيل إجراء الإنتخابات الرئاسية ولجم انهيار البلاد.