مع بلوغ أزمة النفايات أوجها في مراحلة متقطعة من التاريخ المعاصر في بلاد الأرز، لا تزال الحلول الجذرية “مقطوع نفسها”، تماماً كما هو حال الشعب اللبناني في أكثر من منطقة. ففي ظلّ استمرار تدفق أكوام النفايات وحرقها بشكل غير شرعي في مكبات غير رسمية بالإضافة إلى تلويث مياه البحر، تتجه الأنظار نحو إعادة التدوير، وهي ثقافة تبقى غير بديهية حتى الساعة عند الكثير من المواطنين. فهل يدفعهم قبض الأموال في مقابل إعادة تدوير نفاياتهم إلى اعتماد هذا الحلّ؟
بدأت رحلة هذه المبادة لفرز النفايات عبر مؤسسها بيار بعقليني من سد البوشرية، ثمّ عمل على توسيع آفاقها منذ سنة عبر خدمة “درايف ثرو” من خلال مركزين، الأول في الدكوانة، والثاني في سد البوشرية في المتن، إلا أن المشروع سيتطور حتماً نظراً للعدد الكبير جداً للزبائن المهتمين بالبيئة في آن، وفي الحصول على بدل ماديّ.
Drive Throw، مبادرة يعمل على إنجاحها مجموعة من الشبان الذي يأخذون من المواطنين كل ما يمكن إعادة تدويره من نفايات، على غرار الأوراق، البلاستيك، الزجاج، المعدن والنفايات الإلكترونية والبطاريات وحتى زيت الطهي، في مقابل النقود.
كل ما على المواطنين المهتمين بالمشاركة بهذه المبادرة القيام به هو الوصول إلى محطة Drive Throw وتسليم كل ما أحضروه من قمامة قابلة لإعادة التدوير إلى الشبان الموجودين عند المنضدة، ويبدأون بتعبئة بعض المستندات ثم بإمكانهم الإطلاع على لائحة الأسعار التي تشير مثلاً إلى أن علب الألمنيوم تساوي 50 ألف ليرة لبنانية للكيلوغرام الواحد وأسعار أخرى بحسب المواد.
هي بالفعل مبادرة آخذة في التوسع، نظراً إلى أنها تساهم في تحسين الدورة الإقتصادية والبيئية في آن واحد، عبر توفير فرص عمل للشبان والدفع للناس في مقابل النفايات، وحتى من خلال بيعها إلى المعامل في لبنان وخارجه في مقابل بدل مادي، كما أنها عملية جوهرية في الحدّ من التلوث والإنبعاثات السامة الناجمة عن تكدّس النفايات في الشوارع.
لبنان 24