كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
إنّه الصّيف الأجمل للمُغتربين! فالشّوارع والمقاهي والملاهي والمجمَّعات السياحيّة تعكسُ فرحاً وحبّاً للحياة اشتاق إليهما لبنان كثيراً، والفضل بذلك يعود بشكلٍ خاصّ للمُغترب اللبناني الذي اختار بلده قبل مُختلف بلدان العالم ليُمضي إجازته فيه، بالرّغم من كلّ شيء. كيف لا وهو السّائح الأوّل والدّائم في لبنان.
ما يتردَّد على مسامع المُغترب اللبناني وهو في الخارج مُخيفٌ بالفعل، إن من قبل أفراد عائلته وأصدقائه الذين يُخبرونه بشكلٍ يوميٍ عن وضع لبنان المأساوي اقتصاديّاً ومعيشيّاً، أو حتّى من خلال الأخبار السلبيّة التي تُنشَر عن لبنان وعن فقر شعبه وفساد حكامه وغيبوبتهم التي قد لا تعرف نهاية، حتّى خُيّل لكلّ مغترب أنّ زيارته الى لبنان هذا الصّيف هي فقط لدعم الأهل مادياً ومعنوياً، ولمُعاينة الأوضاع عن كثب على الأرض… ولكنّ المفاجأة كانت صادمة!
يُعبّر مُغتربون قَدِموا الى لبنان من البلدان الخليجيّة القريبة أو حتى من القارات البعيدة عن صدمتهم الإيجابيّة بما شاهدوه وسمعوه في لبنان. فالمشهدُ لا يُشبه بأيّ شكلٍ من الأشكال ما يَردُهم من أخبارٍ عن بلدهم. يعجزُ بعضُهم عن حجز طاولة في مطعمٍ وغرفة في بيت ضيافة وموعدٍ في عيادة طبيب مُتخصّص، وهناك من يُعاني للعثور على سيارة للإيجار وعلى تذكرة الى لبنان في شهر آب. “كلّ شيء مفوّل” أرضاً وجوّاً… فأيّ لبنان هو الحقيقي؟
قد يحسدُ البعض المُغتربين على “بحبوحتهم” في الغربة، غافلين صعوبتها ومرارتها، ومعظم الذين تركوا لبنان قسراً استطاعوا الاستقرار مادياً في الخارج، لكنّ قلبهم بقي في بلدهم، وقصصُهم تُخبر عن معاناة كبيرة لا تعوّضها كنوز الأرض.
وكما أنّ المشهد في لبنان مُتناقضٌ، عبارتان معاكستان تُردَّدان على لسان مُغتربين ومُقيمين: “يا ريت فينا نبقى”، و”يا ريت فينا نفلّ”…