جلسة في منزل باسيل قد تطيح بـ فرنجية
منذ نحو أسبوعين، تكثفت حركة الإتصالات التي لم تنقطع أصلاً بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، لكسر الجمود الذي يخيّم على علاقة الطرفين أولاً والإستحقاق الرئاسي ثانياً. وتكللت هذه الاتصالات بزيارة قام بها مسؤول وحدة الإرتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا لرئيس التيار النائب جبران باسيل قبل أسبوع تقريباً.
وبحسب المعلومات، فإن النقاشات التي لم تنطلق بعد بين مسؤولي الحزب والتيار، ستشمل جميع الأسماء المطروحة للرئاسة، ومن بينها فرنجية. لعل وعسى ينجح طرف في إقناع الطرف الآخر بوجهة نظره، مع العلم أنه من المستحيل أن يوافق باسيل على السير بفرنجية، وربما لن ينجح جبران في إقناع حليفه السابق بالتفكير في الخيار الثالث.
يوم أمس، أعلن باسيل رسمياً انطلاق الحوار بين الحزب والتيار، وقد رفع السقف معلناً تمسّكه بأن فرنجية مرشّح تحدٍ، وأن السير به مستحيل وترشيحه يصطدم بحائطٍ مسدود.
وهذا إن دلّ على شيء هو أن الحوار قد لا يؤدي إلى أي خرق في جدار الأزمة الرئاسية، كيف لا وباسيل يجلس على الطاولة وفي نصب عينيه الإطاحة بفرنجية ومن بعده قائد الجيش العماد جوزف عون.
لكن ما حصل في الآونة الأخيرة وساهم بطريقة مباشرة بتبريد الأجواء بين طرفي تفاهم مار مخايل، هو أن الحزب سلّف التيار وباسيل موقفاً صارماً يتعلق بعدم إجراء تعيينات في ظل الشغور الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال، وذلك مراعاة لغياب رأس الدولة “الماروني” كما يعتقد باسيل ومن خلفه الرئيس السابق ميشال عون.
والقطبة المخفية هنا، أن “حزب الله” يتأمل أن يسلّفه باسيل موقفاً مماثلاً بملف الرئاسة، أي أن يساير باسيل الثنائي الشيعي بمرشّحهم كما سايره الثنائي بملف التعيينات. لكن هذه الليونة المنتظرة من باسيل لم تبشّر بها تصريحاته أمس التي تُعدّ عالية السقف بوجه فرنجية.
في جميع الأحوال، لا تداعيات سلبية من الحوار مع التيار بالنسبة للحزب، حتى لو لم ينجح. فالحزب هو الجهة التي تدعو دوماً للحوار بين القوى السياسية ولا يمانع الجلوس على الطاولة مع أي طرف، فكيف بالحري مع “الوطني الحر” الذي لا يزال له مكانته لدى قيادة الحزب.
لذلك، لا يمكن تفسير الحوار القادم على أن الحزب تخلّى عن مرشحه سليمان فرنجية، لأن زعيم “المردة” وحده المسؤول عن تاريخ صلاحية هذا الترشيح، والحزب سيبقى متمسّكاً به حتى يعلن فرنجية انسحابه. وحتى في حال فعلها فرنجية، فإنه سيكون جزءاً أساسياً من أي تسوية قادمة.