اخبار محلية

موجة حر جديدة متوقعة في هذا التاريخ.. هل يتكرر سيناريو صيف 2021 في لبنان؟

تجتاح موجة حر مختلف أنحاء القارة الأوروبية مع تجاوز الحرارة الـ40 درجة مئوية، مما دفع بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات عدة، حيث اصدرت ايطاليا على سبيل المثال تحذيرا باللون الأحمر لمواطنيها.

 
ويقول علماء المناخ في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) إن درجات الحرارة يمكن أن تصل إلى 48 درجة مئوية (118.4 درجة فهرنهايت) في جزيرتي صقلية وسردينيا الايطاليتين، حيث من المحتمل أن تكون درجات الحرارة الأكثر سخونة على الإطلاق في أوروبا.
 
وعلى غرار أوروبا تشهد مناطق في جنوب غربي الولايات المتحدة موجة حر مماثلة تؤثر على نحو 100 مليون شخص، وتشير التوقعات إلى إمكانية تحطيم درجات الحرارة أرقاما قياسية سابقة خلال الأيام القليلة المقبلة.
 
لبنان أيضا تحت تأثير موجة حر شديدة مُستمرة منذ أيام دفعت بالعديد من المواطنين إلى اللجوء في نهاية الأسبوع الماضي إلى الشواطئ هربا من درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة أو الانتقال إلى المناطق الجبلية، فإلى متى ستستمر هذه الموجة الحارة وهل نحن على موعد مع موجات أخرى؟  
 
يُشير الأب ايلي خنيصر المُتخصص بالأحوال الجوية وعلم المُناخ في حديث لـ “لبنان 24” انه “مع تأخر فصل الصيف هذا العام الذي بدأ في منتصف شهر حزيران، ضربت موجتان حارتان الشرق الأوسط لتعود الحرارة ضمن معدلاتها الموسمية. وفي الثامن من تموز بدأ المنخفض الهندي الموسمي يُمارس نشاطه فوق دول الخليج وصحراء الربع الخالي في المملكة العربية السعودية فتدنت قيم ضغطه الجوي من 996 hpa إلى 991 hpa  الأمر الذي لعب دورا أساسيا بتمدد الموجات اللاهبة نحو الشرق الأوسط،فبدأت درجات الحرارة ترتفع في شمال افريقيا ووصلت إلى جنوب أوروبا والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وصولا إلى العراق شرقا،وبلغت درجات الحرارة وسط السعودية 53 درجة.”
 
ويُتابع خنيصر: “دخلت الكتل الحارة لبنان والمنطقة في 12 تموز الحالي وبدأت ترتفع تدريجيا حتى بلغت الذروة أيام الجمعة والسبت والأحد على ان تتراجع بمعدل درجة ودرجتين اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء ويوم الأربعاء لتعود وتشتد قساوة بعد 21 تموز وذلك بسبب نشاط المنخفض السوداني المتمركز بين تشاد ونيجيريا والسودان واثيوبيا الذي سيُشكل لحمة مع المنخفض الهندي الموسمي فيضربان القارة الأوروبية وسطا وجنوبا بأقصى درجات حرارة مرتفعة. من المنتظر ان تلامس درجات الحرارة في اسبانيا وإيطاليا واليونان وقبرص وتركيا الـ 43 درجة، وفي شمال افريقيا (مصر والجزائر وليبيا وتونس ودول المغرب) ستُسجل الحرارة ما بين 37 و 43 درجة”.  
 
أما في لبنان الذي سيكون “مُحاصراً” بالحر الشديد ان من جهة الغرب أو من جهة الشرق فسوف يُعاني من موجة حر خانقة بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة ساحلا والهواء الجاف والحار بقاعاً، بحسب خنيصر.
 
ويوضح ان “هذه الموجة اعتيادية من حيث درجات الحرارة لشهر تموز لكن ما هو غير اعتيادي هو مدتها الزمنية الطويلة التي بدأت في 12 تموز وسوف تستمر لغاية 6 آب”.  
 
هل يتكرر سيناريو صيف 2021؟
يقول خنيصر: “ما حصل هذا الصيف يُعتبر شبيها بصيف 2021 حيث وصلت الموجات الحارة إلى شمال أوروبا فشكلت حصارا على المناطق الحدودية القطبية، وما ان تراجعت قوة المنخفض الهندي الموسمي في أواخر شهر أيلول حتى جاءت ردة الفعل للقطب الشمالي قاسية وشديدة بحيث نشطت التيارات القطبية وتمددت بقوة خلال شتاء 2021ـ 2022 وغطت المناطق المدارية الصحراوية الحارة في افريقيا وشبه الجزيرة العربية، وتم تبريد الصحاري الكبرى بحيث تدنت الحرارة ليلا فيه إلى ما دون الصفر، فانعكس الوضع سلبا على منطقتنا التي عانت من درجات حرارة جليدية، فكان هذا الشتاء قاسيا ببرودته والعواصف الثلجية التي ضربت لبنان والمنطقة وكان عددها 6، لذا من المُحتمل بسبب ذلك ان نشهد شتاء قاسيا هذه السنة”.  
 
أما عن ارتفاع درجات الحرارة في القارة الأميركية والضغوط المنخفضة التي تُساهم برفع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، فيُجيب خنيصر: “هناك ضغطان منخفضان لقارات افريقيا وأوروبا وآسيا يتزامن نشاطهما مع سقوط أشعة الشمس بشكل عمودي على المناطق المدارية فيضربان هذه القارات بالموجات اللاهبة هما المنخفض الهندي الموسمي الحار والمنخفض السوداني، أما للقارة الأميركية الشمالية فهناك منخفض دائم يتفاعل أيضا مع أشعة الشمس خلال فصل الصيف ويضرب القارة الأميركية وكندا بحرارة مرتفعة اسمه “منخفض ألوشيان” .
 موجة الحر اذن لم تنتهِ بعد في لبنان ويبدو انه في شهر تموز ستغلي فعلاً “المي بالكوز”.  

لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى