بدأت المجالس السياسية تضجّ بالسيناريوهات التي تؤشِّر إلى أن رئيس الجمهورية العتيد سيأتي “على الحامي”، وهذه المعلومات يتم تناقلها بناء على معطيات من قبل سياسيين لهم صداقات وعلاقات في الخارج، وعلى هذه الخلفية، فإن القلق والمخاوف من أن تتفلّت الأوضاع في البلد، والمؤشّرات عديدة وفي مقدّمها أن أكثر من دعوة وُجِّهت للتحرّك في الشارع، إن من قبل “التيار الوطني الحر” على خلفية قرار البرلمان الأوروبي في موضوع النازحين السوريين، وبالتالي، دعوة “الإتحاد العمالي العام” ربطاً بالإنهيار الإقتصادي والمالي، إضافة إلى عامل مستجدّ تمثّل بتحذير روابط المعلمين بأنهم لن يذهبوا إلى المدارس والجامعات في حال لم يتم تحسين أوضاعهم.
وبمعنى أوضح، تابعت المعلومات، فإن هذه الدعوات والتحرّكات قد تُستغلّ من قبل طوابير داخلية وخارجية، أو تتفلت الأمور من قبل بعض الأجهزة وجهات عديدة، وتحدث الإضطرابات والنزاعات ويدخل البلد في معمعة أمنية خطيرة، عندها تتحرّك القوى الأمنية، ويحصل مؤتمر عاجل على غرار ما جرى في الدوحة بعد أحداث السابع من أيار 2008، وربما تتجاوز الأحداث قدرة المعنيين على ضبطها والإمساك بالأمن، في ظل ترهّل مؤسّسات الدولة وعجزها عن المواجهة.
لذا، تضيف المعلومات، أن لا رئيس في هذه المرحلة وفق المعلومات المتوفرة، وأن كل ما يجري من لقاءات إن على صعيد إجتماع الدوحة للدول الخمس المعنية بالملف اللبناني، أو الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الأسبوع المقبل، فكل ذلك لن يؤدي إلى نتائج تشي بأن هناك توافقاً حصل على هذه الشخصية أو تلك، وما تم طرحه خلال لقاء الدوحة من قبل ممثل مصر الذي سمى قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ورفض ممثلي الدول الأخرى الدخول في أي تسمية للمرشحين، فذلك لدليل على عدم التجانس والتناغم أو ثمة إجماع على مرشح موحّد يحظى بقبول كل أركان اللقاء الخماسي.
ويبقى السؤال المطروح، هل ينتخب الرئيس الجديد بعد مخاض عسير “على الحامي” ويجتاز لبنان مرحلة هي الأخطر في تاريخه؟ وحيث يؤكد البعض بأن الجميع ينتظر انتهاء الموسم السياحي، وبعدها ستتوالى المفاجآت السياسية والرئاسية، ولكن القلق يبقى من فلتان الشارع على ضوء ما سيشهده خلال الأسابيع المقبلة من تحرّكات وتظاهرات، في ظل تفلّت أمني وانقسام سياسي عامودي.