“لا معنى لعودته الى بيروت”… هل إنتهت مهمّة لودريان الرئاسية؟

في الوقت الذي تتردد فيه أصداء سقوط المبادرة الرئاسية الفرنسية في كواليس الساحة الداخلية، يبدو جلياً أن عمليات إعادة تموضع قد انطلقت داخل الفريقين الأساسيين في المجلس النيابي، حيث خطا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ، خطوةً باتجاه حليفه السابق “حزب الله”، ولكن من دون أن يكون لدى الجانبين، أي استعداد للحديث عن إعادة إحياء “تفاهم مار مخايل”، الذي مرّ عليه الزمن وبات يتطلب تحديثاً على أكثر من مستوى. وبينما تكثر السيناريوهات المتعلقة بالحوار المتجدد بين الحزب والتيار، فإن الموضوعية تقتضي ترقباً دقيقاً للإتجاه الذي ستسلكه جلسات التفاوض الحالية، وانعكاسها على “توازن الرعب” في المجلس النيابي لجهة تعديل خارطة الأصوات النيابية التي سوف تحسم الخيارات الرئاسية المرتقبة.

والمسألة هنا، تتوقف على شرطين باتا واضحين لدى ميرنا الشالوحي كما لدى حارة حريك، الأول، أن يوافق رئيس التيار على خيار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، والثاني، أن يوافق الحزب على الإتفاق مع التيار على مرشّحٍ جديد. وعلى هذا الصعيد تكشف مصادر قيادية في التيار الوطني، عن أن الإعلان عن لقاءات مشتركة بين الطرفين، أنّ العلاقة يمكن أن تكون قابلة للتسوية.

ورداً على سؤالٍ حول تأثير هذه الخطوة على الملف الرئاسي، تكشف هذه المصادر القيادية لـ”ليبانون ديبايت”، عن أن الواقع على المستوى الرئاسي لن يتغير، ولن تشهد الساحة الداخلية، أي تطور أو خرق لواقع الشغور الرئاسي في المدى الزمني المنظور، ذلك أن ما من نتائج قد تحققت حتى الساعة، وإن كانت النتيجة المباشرة للحوار مع الحزب، هي طي صفحة التقاطع مع الفريق المؤيد لخيار الوزير السابق جهاد أزعور، بينما في المقابل، فإن الحزب ما زال على خياره الرئاسي المعلن.

وعن أهداف التواصل مع الحزب، توضح المصادر أنه بعد عدم نجاح المحاولة مع المعارضة، يتوجه التيار نحو التواصل مع الحزب ومع قوى أخرى، من أجل البحث في خيارات رئاسية جديدة، ذلك أنه بات من الضروري أن يقوم أحد الأطراف بإحداث خرقٍ في مشهد الجمود والمراوحة وبالتالي فتح قنوات النقاش والحوار، سواء مع الحزب أو مع القوى المعارضة.

أمّا بالنسبة لتأثير الفراغ الرئاسي على المواقع القيادية التي ستشهد شغوراً اعتباراً من نهاية الشهر الجاري من خلال حاكمية مصرف لبنان، فلم تر المصادر في ذلك أي تطور لأن البلد كله يعيش في الفراغ الذي يتمدد في كل الإتجاهات، في ضوء انعدام أي مؤشر على احتمال حصول تقدم على مستوى ملء هذا الفراغ، بمعنى أن الإنتظار سيطول من أجل بلورة مصير الإستحقاق الرئاسي.

وحول ما يتردد عن لائحة بأسماء مرشحين يطرحها التيار، توضح المصادر، أن ما من لائحة جاهزة بل إن البحث يتناول أكثر من خيار.

وبالتالي فإن التركيز على البعد الداخلي في الإستحقاق وفق هذه المصادر، مرده إلى عدم حصول أية تطورات عملية في الحراك الخارجي سواء في اللقاء الخماسي في الدوحة أو على صعيد مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، حيث تلاحظ المصادر أن مبادرة لودريان انتهت، ولا معنى لعودته الى بيروت، خصوصاً وأن عودته ليست مؤكدة أو محسومة، وبالتالي “لا جدوى من زيارته وليس لديه شيء ليقدمه”.

ليبانون ديبايت