رأى المحلل السياسي وجدي العريضي, أن “المملكة العربية السعودية استطاعت أن تسحب الورقة الحوارية من الفرنسيين بدعم قطري, وذلك بفتح الطريق لحلول أخرى ورئاسية تحديداً على اعتبار أن الورقة الحوارية كانت ستؤدّي إلى صراعات ونزاعات لا مثيل لها, بمعنى سيغرق لبنان في طرح المؤتمر التأسيسي, والمثالثة, واللامركزية, والفيدرالية, واللامركزية الموسّعة, الإدارية, والمالية”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت” قال العريضي: “الحل هو بتنفيذ إتفاق الطائف, المنظومة السياسية وتحديداً أمراء الحرب, ورؤساء المليشيات الذين دخلوا إلى السلطة, لم ينفذّوا الطائف, لذلك الحل هو تنفيذ الطائف, والإلتزام به من كل الأطراف”.
وبما يخصّ التطورات, لفت إلى أنه “في حال نجحت زيارة الموفد القطري محمد ناصر الخليفي إلى إيران, ومن ثم فتح الطريق لمهمة الوزير الفرنسي السابق جان ايف لودريان, الذي سيتلقي بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ويعرض عليه ما حصل من خلال اللقاء الخماسي في الدوحة, ومن ثم زيارة جدة”.
وأضاف, “زيارة لدوريان لجدّة, كانت أساسية, وتؤكّد المؤكّد انه لا يمكن إنتخاب رئيس للجمهورية دون موافقة الرياض, والعودة إلى مرحلة العام 2016 عندما انتخب ميشال عون رئيساً للجمهورية بمعزل عن السعودية, دفع لبنان أثمان باهظة نتيجة هذا الغباء السياسي حين ذاك”.
وتابع, “نتوفّع أن يعود لودريان إلى بيروت, وأيضاً الموفد القطري, ولكن الأمور والمباحثات واللقاءات والمفاوضات, ستأخذ وقتا طويلاً, ولهذه الغاية لن يكون هناك رئيس جمهورية في لبنان, إلا بأمرين, إمّا أن تفرض التسوية على الأطراف اللبنانية, أو سيأتي رئيس على “الحامي”, بعد مشكل كبير, وكيف سيكون هذا المشكل لا أحد يعلم”.
ولفت إلى أن “هناك انتفاضات في الشارع, داخل المصارف وتحرّكات نقابية, عمالية, وربمّا هذه النزاعات والصراعات تأتي برئيس للجمهورية على “الحامي”.
وأشار أن “ما يحصل اليوم حول حاكمية مصرف لبنان, خطف الأضواء عن الإستحقاق الرئاسي, فلبنان متّجه إلى خيارين, إما دولار بمليون ليرة إذا لم تمر على خير قضية الإنتقال السلس لحاكمية مصرف لبنان وأن يكون هناك وعي حول إدارة الحاكمية, وإذا لم يكن من رئيس للجمهورية حتى أيلول, سنشهد حروب ونزاعات وعندها سيزول لبنان كما قال لودريان”.
وأمام هذه الوقائع, لفت إلى أن “الفرنسيين استجابوا لرغبة السعودية, وكان السفير السعودي وليد البخاري واضحاً في اللقاء الخماسي عندما قال للمجتمعين علينا الإلتزام باتفاق الطائف, وعدم المسّ به, فالطائف هو الأساس ويجب ان يكون العنوان الأساسي للحفاظ عليه, لأنه إذا مس به, يعني المس بالسلم الأهلي في لبنان”.
واستكمل, “لهذه الغاية سَحبت باريس الورقة الحوارية, بناءً للضغط والدور السعودي الفاعل, ويقال ثمّة إعادة خلط أوراق رئاسية”.
واعتبر أن “لبنان أمام أيام مفصلية, وباعتقاده أنه في غضون أسبوعين سيتبلور المشهد, ولكن ما يخشاه بأن يكون هذا الوقت الضائع, وإهمال الحكومة والمنظومة السياسية بما يجري في البلد, هو مدخل لوقوع إضطرابات في الشارع”.
وختم العريضي, بالقول: “هناك أجواء لتمرير موسم الإصطياف, ولكن بعد أسبوعين أو شهر, سنكون أمام مأزق على كافة المستويات, السياسية, والأمنية, والإقتصادية, وإذا لم ينتخب الرئيس, نحو أمام خريف ساخن, جوع, واضطرابات ونزاعات”.