اللقاء الخماسي سحب الملف من يد فرنسا… ماذا يقول منيّر عن الدور القطري؟!

كان اللبنانيون يعوّلون على الحراك الخارجي لإنهاء أزمة أقفلت الأبواب الداخلية أمام أي حل لها، لكن على ما يبدو أن الأمور تعقّدت أكثر على الصعيد الخارجي فلم يخرج اللقاء الخماسي بجديد سوى أنه أنهى الوصاية الفرنسية على الملف ووضعها في عهد قطر التي ستبارد إلى التحرك.

يوضح الكاتب والمحلل السياسي جوني منير في حديث لـ “ليبانون ديبايت” إلى أن اللقاء الخماسي في الدوحة نعم أنهى المبادرة الفرنسية ولكن قبل أن يقوم بهذه الخطوة، كان هناك عجزا فرنسيا واضحاً، ويذكّر هنا أن اللقاء كان مفترضاً أن يعقد في بداية شهر حزيران وتمّ تأجليه لأكثر من مرة ليس من باب مضعية الوقت من قبل الفرنسيين بل كانوا ينتظرون ما ستسفر عنه جولة لودريان.

ويؤكد أن القطريين لم يحتملوا التريث أكثر فدفعوا باتجاه عقده في هذا التاريخ بالدوحة لا سيّما بعد أن سمعت الدول كلاماً عن مؤتمر يعزم لودريان على عقده أ طرح فكرته، فمجرد الفكرة أشعلت القطريين والسعوديين أكثر والذين إعتبروا أن الفرنسيين لا زالوا على تنسيق مع حزب الله حيث يتوجسس هؤلاء من الدعوة إلى مؤتمر لأن مجرد الدخول فيه سيؤدي حتما إلى مؤتمر تأسيسي.

المهم في الإجتماع هو أن لودريان عرض ما لديه وأخبرهم أن ليس أي طرف مقتنع وأعطى صورة سوداوية عن الوضع وكشف أنه ليس بمقدور أحد أن يسير خطوة إلى الأمام.

وأكد للمجتمعين أنه ليس أمامهم من حل إلا التفاهم مع حزب الله والذهاب إلى الحوار من أجل تدوير الزوايا، لكن ذلك لم يعجب السعودين والقطريين الذين رفضوا بحدّة مبدأ الحوار، حتى أن السعوديين رفضوا بشكل قاس وشددوا على أن ذلك سيؤدي إلى مؤتمر تأسيسي هم يرفضونه بشكل قاطع.

وبالطبع ساند الأميركيون السعوديين في هذا الموقف، عندها إعترف الفرنسي أنه لن يستطيع التقدّم إلى الأمام أبداً عندها قام القطري بمبادرة سيسعى فيها للاتجاه صوب لبنان لمساعدة لودريان لكن وفق الشروط التي انطلقت من مؤتمر نيوورك الثلاثي.

وعندها عرض القطري مسودة البيان الختامي التي كانت الدول اعدّتها والتي لم يستطع الفرنسي معارضتها والتي هي فعلاً نعي للمبادرة الفرنسية وبالتالي أطلعوا لودريان على المسودة التي كانت محضّرة للبيان الختامي ووافق عليها الفرنسي والتي تعني إزاحة الفرنسي عن الملف.

ويعتبر أنه عند دخول القطري على الخط حتى ولو بمعية فرنسية فإن ذلك معناه إزاحة للدور الفرنسي.

وإذ يلفت إلى أمرين في هذا الإطار: أولاً ما تضمّنه البيان الختامي للقاء الخماسي ومفرداته الواضحة لجهة الرفض والعقوبات والذي كان الفرنسي قد رفضهم في الاجتماع الأول في باريس، وثانياً صدور موقف بعد ساعتين من وزارة الخارجية الأميركية مؤيد لصالح الاجتماع بما معناه أن أميركا تعلن أنها تبارك التحرك القطري بمعنى أن الموضوع الفرنسي تعثر ونحن لم نكن ضمنا موافقين.

وعن عودة لودريان، فيوضح أنه مبدئيًا هناك كلام عن العودة لكن لم تعد هذه العودة محسومة لأنه ليس لديه شيء بعد، وبطبيعة الأحوال موضوع ترشيح سليمان فرنجية طار وموضوع الحوار غير قائم والأميركي أعلن أنه “غير ماشي” لكن الفرنسي كان يحاول إيجاد طريقة أخرى أن نأخذهم على المؤتمر الحواري يطرح موضوع فرنجية لكنهم رفضوا هذا الخيار.

ويجزم أن لودريان قد فُرغ من كافة مهامه وهو اعترف أنه لم يعُد ليده القدرة لترتيب الأوضاع في الداخل، من الممكن أن لا يأتي ومن الممكن أن يحضر لأن فرنسا لا تريد الخروج من لبنان لكنها ستلتزم بالسقف الذي يُرتسم من قبل الأميركي والدول العربية، لكن الحركة الأفعل حسب رأيه ستكون للقطري وهذا لا يمنع من عودة لودريان مرة أخرى.

ويخلص إلى أنه مبدئيا من المفترض قدوم وفد قطري وأيضا عودة لودريان مطروحة لكن لا تحمل جديداً فلا تتضمّن الدعوة للحوار أو مرشح, أما بالنسبة لاستزاج الآراء فهو إطلع عليها، لذا في حال عاد ففي المضمون ليس لديه أي شيء، ويعتقد أن عودة لوديان هي فقط من أجل الإيحاء أن فرنسا لا زالت معنية بالملف اللبناني، لأن الملف أصبح في عهدة القطريين.