على بعد يومين من انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، فوجئ اللّبنانيون بتراجع ملحوظ لسعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية في السوق السوداء، ليصل الى ما دون عتبة الـ 90 ألف ليرة لبنانيّة للمرّة الأولى منذ أشهر. فمن وراء هذا الإنخفاض وما الذي حصل تحديدا؟
مصادر نقدية مطلعة تشير عبر “المركزية” الى أنّ من الواضح أنّنا نعيش في حالة تخبّط بسعر الصرف.
وتقول “من الناحية التقنية، اذا تمّ تحرير سعر الصرف، وايقاف العمل بمنصة صيرفة كما بات معلوما، لتقتصر فقط على رواتب الموظفين في القطاع العام وبعض المساعدات للدولة، فمن المؤكد أن الدولار سيعاود ارتفاعه، لأن حجم الطلب عليه سيكون كبيرا.
وأكدت أنّ ما حصل ويحصل اليوم قد يكون من أجل تخويف الناس، واستغلال هذه الطفرة لشراء الدولار بأرقام منخفضة من أجل المستقبل، لأن الصورة اليوم غير واضحة، خصوصا في ملف الحاكمية، لأنّ الأمور لم تحسم بعد لجهة استلام النائب الأول لحاكم مصرف لبنان وسيم منصوري المسؤولية من عدمها.
وتتابع المصادر، “كل ذلك يشير الى أننا نعيش في حالة من الغموض، وعليه فإنّ تحرّكات السوق اليوم وهمية، سواء أكان ارتفاعا ام انخفاضا لسعر صرف الدولار، قبل جلاء الصورة بعد 31 الحالي، وحسب السياسة النقدية التي سيتعامل بها نواب الحاكم الأربعة بعد هذا التاريخ أو من سيستلم الحاكمية، وتاليا فإذا استمر التعامل مع صيرفة كما هو الآن، أو بنسبة أقل بقليل، قد نشهد استقرارا ام ضبطا نوعا ما لسعر الصرف مع ضخّ كتلة كبيرة من الدولارات في السوق من قبل السياح والمغتربين، أمّا اذا تمّ وقف العمل بصيرفة فعاجلا ام آجلا سيعاود سعر الصرف الارتفاع.
سبب آخر ساهم بخفض سعر صرف الدولار اليوم، تضيف المصادر، يقف وراءه المضاربون في السوق، الذين استغلوا كلام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن أنّ الكتلة النقدية في السوق تحت السيطرة، فتم عرض جزء من الدولارات لخفض سعر الصرف، وعند الانخفاض يقومون بشرائه من جديد على سعر منخفض.
وتختم المصادر “تقنيا وعلميا، لا يمكن الحكم على اتجاه الدولار قبل 31 الحالي”.
كتبت سمر الخوري في “المركزية”: