أين سيتموضع تيمور؟
ينقل وفق المعلومات، الموثوقة، بأن زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وبعض نوابه إلى معراب، إنما تندرج في إطار التشاور حول المرحلة القادمة، وشكر قائد “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع على تهنئته بالرئاسة. ويشار هنا، إلى أن اللقاءات انقطعت بين الطرفين لفترة طويلة، حيث غابت لقاءات الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط ورئيس القوات، بعدما غمز جنبلاط الأب أكثر من مرة من قناة “القوات” ومعراب، ومردّ هذا الخلاف إلى قانون الإنتخاب وأمور أخرى، وإن كان هناك تقاطع في ترشيحهما لكل من النائب ميشال معوض ولاحقاً الوزير الأسبق جهاد أزعور.
أما السؤال هل سيكون أداء النائب تيمور جنبلاط مع “القوات” مغايراً عن أداء والده؟ هنا، من المبكر الخوض في هذه المسائل بانتظار ما ستفضي إليه جهود الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على الخط الرئاسي، وهل سيبقى “اللقاء الديمقراطي” في مكانه إلى جانب المعارضة، أم أنه سيتموضع في مكان آخر، إذا ما اقتضت ضرورات المرحلة بذلك؟ لا سيما في إطار عودة التواصل والتنسيق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بمعنى هل سينتخب “اللقاء الديمقراطي” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وإن من خلال بعض النواب؟
وبالتالي، إن هذا المعطى مرتبط بتأمين غطاء عربي وفي إطار التسوية، وما يمكن أن يتوصل إليه لودريان في أيلول، أي التوافق على إسم واحد من خلال تسوية دولية ـ إقليمية، وإلاّ لا يمكن للحزب الإشتراكي أن يغامر دون أي غطاء وإجماع دولي وعربي، وكذلك على المستوى الداخلي.
من هذا المنطلق، فإن رئيس الحزب التقدمي الجديد سيواصل لقاءاته وجولاته على كافة الأفرقاء السياسيين دون استثناء، وربما “حزب الله” ولكن ذلك لا يدخل، ومن خلال هذه الجولات، في إطار إقامة أحلاف سياسية، بل ضمن التشاور على أن يكون التحالف كما كانت الحال في 14 آذار، إنما من خلال اللحظة الدولية والإقليمية والعربية المؤاتية. وعلى هذه الخلفية، فإن الحزب الإشتراكي و”اللقاء الديمقراطي” هما اليوم، وفق بعض النواب والمقرّبين من تيمور، في موقع الوسط، ولن يخرجا منه في مثل هذه الظروف الحرجة، على أن يتوضح المسار السياسي الذي سيسلكه جنبلاط الإبن في المرحلة القادمة، إذ لم تُعرف تفاصيله بعد.
وبمعنى آخر، فإنه في بعض المحطات يتبيّن أن هناك وجهات نظر مختلفة بين جنبلاط الأب والإبن. ولهذه الغاية، كل الإحتمالات واردة حول أي اتجاه سيسلكه الحزب و”اللقاء الديمقراطي”، مع التذكير بأن هناك تفاعلاً في العلاقة مع “التيار الوطني الحر”، أي أن الإشتراكي لن يحصر تحالفاته مع فريق مسيحي معين أو سواه من الأطراف الأخرى.