لبنان في عام 2035… ماذا سيحلّ بنا؟

بعد سنوات وعقود من اقتصاد الرّخاء “المنفوخ” في لبنان، ومن الكتل النّقدية القائمة على الهبات والقروض، ومن اقتصاد المبادرات الفردية لأيّ كان، ومن اقتصاد المسموح و”المُباح” لكل الناس، ومن اقتصاد “بيت الضّيق يتّسع لألف صديق”، ما هي الآفاق المُحتملة للمستقبل؟ وكيف يمكن النّظر الى ما سنكون عليه، في عام 2035 مثلاً؟

انهيار مُستدام؟

أكد مصدر واسع الاطلاع أن “المستقبل الاقتصادي للبنان مُعقَّد بعض الشيء. فأول ما نحتاجه هو قطاع مصرفي، بعدما بات الحالي بحُكم المُنتهي تقريباً، وسط عجز عن وضع أي خطة، سواء لإعادة الهيكلة أو لأمور أخرى كثيرة. كما لا بدّ من العمل على قطاع مصرفي يكون قادراً على التعامل مع كل الحالات والاحتمالات بمرونة”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “عوامل السوق هي التي ستفرض نفسها، على ما إذا كان القطاع المصرفي الجديد سيكون قادراً على توفير القروض لكل الحاجات، كما كان يحصل في السابق تقريباً، أو لا. ولكن المهمّ هو أن لا يقع القطاع المصرفي مستقبلاً بحبال اقتصاد ريعي جديد ومُقنَّع في لبنان، وإلا ستكون عوامل الانهيار مُستدامة في تلك الحالة”.

تغيير يبدأ بالاقتصاد

وحذّر المصدر من أن “خطورة الاقتصادات الريعية تكمن في كونها تكون قادرة على تجديد نفسها في بعض الحالات والبلدان، ومن خلال بعض الإصلاحات نفسها، وذلك بموازاة محاولات التغيير والانتقال. وأما الطريق الأسهل لوضع حدّ لتلك المخاطر، فهي العمل الجدّي على زيادة الإنتاج الاقتصادي، وتحفيز الجيل الجديد على العمل والإنتاج، وعلى استيعاب وفهم قيمة كل “قرش”، وعلى الاستعداد للقيام بكل أنواع الأعمال داخل البلد. وبغير ذلك، لا مجال لانتظار أي بلد جديد، باقتصاد جديد، بعد عقد من الزمن مثلاً”.

وأضاف: “الشاب اللبناني ليس مستعدّاً للعمل في الزراعة، ولا حتى في الصناعة بنسبة لا يُستهان بها، وهو يقول إن هذا النّوع من الأعمال أو ذاك مثلاً، يجب إسناده الى سوريين، أو الى عمال أجانب عموماً. وهذا يعني أننا نعيش في ظلّ اقتصاد مريض من حيث المبدأ. كما أن هذا هو السبب نفسه الذي سيجعل الكثير من المصانع تُقفل، والذي سيدفع الى زوال الكثير من الاستثمارات الأجنبية في لبنان مستقبلاً، حتى ولو توفّرت البيئة لاجتذابها خلال حقبة معيّنة، وهو ما يعني فشل أي محاولة لخلق اقتصاد لبناني مُنتج في مثل تلك الحالة”.

وختم: “نحن بحاجة الى تغيير سياسي كبير. ولكن المدخل الى ذلك هو إدارة جديدة، ومالية جديدة. فالتغيير الحقيقي الذي يحتاجه لبنان لن يبدأ إلا بالاقتصاد، والمال”.

كتب انطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”: