اخبار محلية

تحذيرٌ من “نزوحٍ” مُعاكس… هل تتحمّل المدارس الخاصّة الضّغط؟

كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:    تشهد المدارس الرّسميّة تراجعاً كبيراً في عدد التّلامذة، ويعود ذلك لتخوّف الأهالي من تكرار تجربة هذا العام، بعد سلسلة من الإضرابات التي نظّمها الأساتذة للمطالبة بحقوقهم، وبعد تقاعس الدّولة عن إيجاد حلّ جذريّ لهذه الأزمة، ما أدّى إلى إقفالها معظم أيّام العام الدّراسيّ. من هنا، برزت تحذيرات عدّة من نزوح مُعاكس، من المدارس الرّسميّة إلى المدارس الخاصّة، ما يُمكن أن يعني القضاء نهائيّاً على التّعليم الرّسميّ. فهل يُمكن أن يتحمّل التّعليم الخاصّ هذا الضّغط؟  

يُشدّد الأمين العام للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر على ضرورة العمل على ترتيب شؤون المدارس الرّسميّة حتّى تستمرّ بعملها، داعياً إلى عمل مشترك بين جميع المسؤولين في الدّولة اللّبنانيّة من أجل إفساح المجال أمام المدرسة الرّسميّة للقيام بدورها في تنشئة وتربية التّلامذة، فلكلّ مواطن لبنانيّ الحقّ في التعلّم وفي الاختيار بين التّعليم الرّسميّ والخاصّ”.  
ويُحذّر، في حديث لموقع mtv، من مشكلة كبيرة بشأن مصير تلامذة المدارس الرّسميّة، إذا تعرّضت لمشاكل ولم تستطع فتح أبوابها، سائلاً: “هل هم قادرون على التّسجيل في المدارس الخاصّة؟”.  
ويقول نصر: “لا شكّ أنّ المدرسة الخاصّة، لا سيّما المجّانيّة والمدارس المتوسّطة والصّغيرة ومدارس الأطراف، قادرة على استيعاب نسبة معيّنة من التّلامذة، لكن هل نستطيع استيعاب جميع التّلامذة؟ هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات ومُعطيات علميّة أكيدة حتى نستطيع التّحقّق منه والتصرّف على هذا الأساس”.  
ويُؤكّد أنّه “لا يجب التّهاون في قضيّة المدرسة الرّسميّة، فهي حاجة في البلد ولا يُمكن الاستغناء عنها، وإذا تعثّر الأمر، فقد تكون المدارس الخاصّة، لا سيّما المجّانيّة والمتوسّطة، قادرة على استيعاب جزء من التّلامذة، لكن ما الحلّ بالنّسبة إلى الجزء المتبقّي منهم؟”.  
ويرى نصر أنّ “الهمّ التّربويّ يجب أن يحتلّ الأولويّة لدى المسؤولين، لا سيّما أنّنا في مرحلة الإعداد للعام الدّراسيّ المقبل، وأيلول شهر التّحضيرات الفعليّة والعمليّة، لذلك يجب وضع خطّة ورؤية تربويّة واضحة من قبل المعنيّين والحكومة ووزارة التّربية، تُعنى بالمدرسة الرّسميّة في الدّرجة الأولى، لمنح الاستقرار اللازم للأهالي والتّلامذة، وكي لا تبقى المدرسة الرّسميّة عرضةً للاهتزازات والرّهانات التي تأتي من هنا وهناك”.  

ويختم نصر، قائلاً: “نحن كقطاع خاصّ مستعدّون للتّعاون ولمدّ اليد، ونُساعد ونلبّي الحاجة لفترة، لكنّنا لا نشكّل بديلاً عن المدرسة الرّسمية، فالأخيرة حاجة ماسّة وضروريّة لا يمكن الاستغناء عنها ولا نقبل بذلك”.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى