رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “الإستحقاق الرئاسي دخل في نفق مظلم, وكل العوامل الداخلية والإقليمية والدولية, إضافة إلى ما جرى في مخيم عين الحلوة من معارك شرسة, فذلك يؤكّد المؤكّد, بأن هذا الاستحقاق قد لا يبصر النور إلى مشاء الله إلا في حال جاءت اللحظة المؤاتية إقليمياً ودولياً وجرى تمرير الرئيس العتيد الذي قد يكون على الحامي”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “ثمّة تقارير مخباراتية وخارجية, وغُربية تحديداً تشي بأن لبنان مقبل على أيام صعبة, وربّما تفجيرات وإشعال المخيمات في ظل تصفية الحسابات بين هذا المحور الإقليمي وذاك, ومن الطبيعي أن يدفع لبنان الفواتير مجدداً باعتباره ساحة, ومنصّة, لتلقّف الرسائل الإقليمية والدولية, وساحته هشّة, وهناك شغور رئاسي, وحكومة تصريف أعمال, ومجلس نيابي مترهّل, إلى إدارات ومرافق ومؤسسات مقفلة, فهذا يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه, إذا لم يحصل مؤتمر دولي طارئ, لإنقاذ لبنان وإنتخاب رئيس”.
ولفت إلى ان “الأمور خطيرة جداً, وتحديداً على الصعيد الأمني, ولكن هناك مؤشّر قد يكون “ميني” إيجابياً في حال حصلت تسوية سريعة للإتيان بالرئيس على الحامي, فربما يكون قائد الجيش العماد جوزاف عون على خلفية أن الاوضاع لا تتحمّل, وفي حال فلتت الامور, عندها لا يمكن لأحد الإمساك بالوضع, وعليه لم يعد هناك من مؤسسات في البلد قائمة, سوى المؤسسة العسكرية”.
وأضاف, “باعتقادي أن إنتخاب الرئيس لا يأتي إلا من خلال هذا المعطى, وسوى ذلك ضحك على الذقون, وعليه ليس هناك من طاولة حوار وطاولة عمل, وتشاور, فكلها مسرحيات هزلية حتى لو عقدت, بمعنى لن تأتي بأي جديد, حتى أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون, جاء إلى لبنان مرتين, ولم يتغير شيئاً, والأمر عينه على لودريان”.
وشدّد على أن “الحل هو بتحصين إتفاق الطائف, وتنفيذه كما قال السفير السعودي في لبنان وليد البخاري, وهو يقوم بحركة لافتة مع مرجعيات سياسية ودبلوماسيين عرب وأجانب”.
واعتبر أن “الأمور في البلد ما زالت على ما هي عليه, وتدور في حلقة مفرغة, والحل هو بانتخاب الرئيس, وإذا لم ينتخب الرئيس في أيلول, عندها ليس هناك من رئيس للجمهورية, ولبنان سيتحوّل إلى دولة مارقة, ومؤشراته بدأت بالظهور”.
وتابع, “الحل هو بفرض أجندة دولية على لبنان قاسية على جميع السياسيين بانتخاب الرئيس قبل أن يتحوّل, الشعب اللبناني إلى قطّاع طرق, لأننا مقبلون على خريف صعب وقاسٍ جداً”.
ورأى أن “ما يسمّى بتقاطع المعارضة, انتهى مفعوله ولم يعد موجوداً, فهو كذبة كبيرة حصلت في مرحلة معيّنة, لقطع الطريق على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, فيما موقف التيار الوطني الحر مرتبط بما ستؤول إليه الإتصالات الجارية على قدم وساق بينه وبين حزب الله, وهناك مؤشرات وأجواء عن مساع سبق وقام بها الوزير السابق صالح الغريب, إضافة إلى زيارة قام بها الوزير وئام وهاب منذ أيام, لرئيس التيار البرتقالي النائب جبران باسيل”.
واستكمل, “ثمّة مؤشرات توحي بأن الأمورقطعت أشواطاً متقدّمة, وليس هناك من أي شروط مسبقة, وشارة معاوية لم تنقطع بين الطرفين”.
وخلص العريضي, بالقول: “حذاري ثم حذراي, هذا الطرف السياسي من المنظومة الفاسدة والإسراع في إنتخاب رئيس, والإهتمام بشؤون الناس قبل خراب البصرة”.