كشف تقرير بنك عودة، حصل موقعنا Leb Economy على نسخة منه، ان قطاع التجارة والخدمات سجّل أداء إيجابياً على العموم في النصف الأول من عام 2023.
ووفقاً للتقرير “عكس قطاع التجارة والخدمات في لبنان التحسن النسبي في الاقتصاد، حيث سجّل في الإجمال نمواً خلال النصف الأول من العام 2023. إذ واصلت حركة المطار نموها بينما أظهرت مؤشرات التجارة البحرية أداء متفاوتاً. في موازاة ذلك ،من المتوقع ان يواصل عدد السياح ارتفاعه، علماً أن وزارة السياحة تتوقع دخول نحو 9 مليار دولار في العام 2023 مع وصول عدد السياح إلى 2.2 مليون مقابل 1.5 مليون سائح في العام السابق”.
وقال التقرير: “على صعيد حركة المطار، تدلّ أرقام مطار رفيق الحريري الدولي أن عدد الرحلات الجوية ازداد بنسبة %18.9 ليصل الى 26785 رحلات في النصف الأول من العام 2023 مقابل 22531 رحلة في الفترة ذاتها من العام الذي سبق. كذلك، ارتفع عدد المسافرين القادمين والمغادرين بنسبة %23.2 ليصل الى 3160979 مسافراً في النصف الأول من العام 3202 مقابل 2566113 مسافراً في النصف الأول من العام 2022. وهذه أفضل زيادة مسجّلة في المطار منذ النصف الأول من العام 2019. وهذا التحسّن في أداء المطار يعود بصورة خاصة الى موسم سياحي ناجح جرّاء مبادرات وزارة السياحة الهادفة الى زيادة التدفقات السياحية الى البلاد عبر حملات عدّة”.
الى ذلك، يبدأ موسم الاصطياف في لبنان في شهر حزيران، وقد تجاوزت أرقام حزيران الماضي أرقام الشهر ذاته من السنة الماضية بنسبة %20.5 لجهة عدد الرحلات الجوية وبنسبة %22.3 لجهة حركة المسافرين. ثم أن الموسم السياحي الحالي استرعى الكثير من الاهتمام بحيث يتوقّع الاختصاصيّون أن يساعد القطاع على التعافي بصورة شبه تامة. وتندرج هذه الفورة في إطار الجهود التي تبذلها وزارة السياحة لإجتذاب زائرين جدد عبر حملات سياحية، وعودة المغتربين الى البلاد والاستقرار النسبي للوضع الداخلي في لبنان.
هذا وقد أشارت وزارة السياحة إلى أنّ عدد السياح في لبنان بلغ 751190 سائحاً خلال النصف الأول من العام 2023، ما يسجّل زيادة نسبتها %31.6 بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام السابق. في السياق نفسه، توقعت وزارة السياحة وصول عدد السياح إلى 2.2 مليون سائح خلال العام الحالي.
ووفقاً لتقرير بنك عودة “سجل القطاع الفندقي نتائج سلبيّة في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023 قياساً على الفترة ذاتها من العام 2022، بحسب التحقيق الذي أجرته مؤسّسة إرنست إند يونغ حول”القطاع الفندقي في الشرق الأوسط” لشهر نيسان 2023. ذاك أن نسب الإشغال في فنادق بيروت من فئتي 4 و5 نجوم بلغت %36.0 في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023، أي بانخفاض قدره %3.1 مقارنةً مع الأشهر الأربعة الأولى من العام 2022. كذلك، سجّل متوسط سعر الغرفة الواحدة انخفاضاً بنسبة %7.0 ليبلغ 52.4 دولاراً أميركياً في الشهر الأربعة الأولى من العام 2023 مقابل 56.3 دولاراً في الفترة ذاتها من العام 2022. وهذا ما خفّض مردود الغرفة المتوافرة بنسبة %14.4 في الفترة المذكورة من العام 2023 بحيث بلغ هذا المردود 18.9 دولاراً/الغرفة المتوافرة في الشهر الأربعة الأولى من العام 2023 مقابل 22.0 دولاراً في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتجدر الإشارة الى أن العوامل الأكثر تأثيراً على السياحة هي الأمن، الإستقرار، النفاذ المالي والثقافة. وقد أصبح لبنان بلداً سياحياً ميسور التكلفة بالنسبة الى الأجانب بفضل هبوط سعر العملة، غير أن هذا الوضع تأثّر قليلاً بدولرة السوق وبرفع قيمة الدولار الجمركي. الى ذلك، يشتهر لبنان بثقافته المضيافة والمرحّبة بالأجانب، ما يترك أثراً إيجابياً على نتائج القطاع السياحي. أما من ناحية السيّئات، فإن لبنان يعاني اليوم مأزقاً سياسياً، ترافقه أحياناً حوادث أمنية تؤثّر على الوضع الداخلي في البلاد. ومن شأن هذه العوامل أن تنعكس سلباً على تدفّقات الوافدين الأجانب، فتُحدث تأثيراً بسيطاً أو شبه معدوم على مجيء المغتربين أو المنتشرين الى لبنان .
على صعيد حركة مرفأ بيروت، تُظهر آخر الإحصاءات المتوافرة ازدياداً بنسبة %6.2 في عدد البواخر الراسية في المرفأ ،والذي بلغ 513 باخرة في الشهر الخمسة الأولى من العام 2023، مقابل 483 باخرة في الفترة ذاتها من العام 2022.
أما حركة الشحن في مرفأ بيروت فسجّلت في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023 زيادة طفيفة بنسبة %1.9 قياساً على الفترة ذاتها من العام 2022 بحيث بلغ حجم البضائع المشحونة والمفرغة فيه 2106 آلاف طن. في موازاة ذلك، سجّلت حركة الشحن الجوي في مطار بيروت الدولي انخفاضاً خجولاً بنسبة %0.4 في النصف من العام 2023، إذ بلغ حجم البضائع المشحونة عبره 27.9 ألف طن مقابل 28.0 ألف طن في النصف الأول من العام 2022، علماً أن هذا المنحى غير الإيجابي لحركة الشحن عبر المطار جاء عقب تباطؤٍ امتدّ طوال العام 2022.
أخيراً، على صعيد الإنفاق المحلّي، فإن القيمة الإجمالية للشيكات المتقاصة بالليرة اللبنانية زادت بنسبة كبيرة قدرها %78.0 في النصف الأول من العام 2023 قياساً على الفترة ذاتها من العام 2022. أما إجمالي قيمة الشيكات المحرّرة بالدولار الأميركي فسجّل تراجعاً قوياً بلغت نسبتُه %63.0 في النصف الأول من العام 2023 مقارنةً مع الفترة ذاتها من العام الماضي. ولكن، منذ الأول من شباط 2023، طرأ على سعر صرف الليرة اللبنانية “الرسمي” تغيير من 1507.5 ل.ل./الدولار الواحد الى 15.000 ل.ل./الدولار. وكان من شأن هذا التغيّر أن يؤثّر على التقييم الإجمالي للشيكات المتقاصة، لأن الشيكات المتقاصة بالليرة اللبنانية يجب أن تحوَّل الى دولار أميركي لدى إجراء هذا التقييم الإجمالي .وفي هذا السياق، يكون إجمالي قيمة الشيكات المتقاصّة، والذي يشكّل مؤشّراً على الإنفاق الإستهلاكي والإستثماري في الاقتصاد اللبناني، قد بلغ 8212 مليون دولار في الأشهر الستة الأولى من العام 2023 مقابل 16878 مليون دولار في الأشهر الستة الأولى من العام الماضي، أي بانخفاضٍ نسبتُه %3.15.
leb economy