رأى الصحافي غسان سعود أن “الذي حصل بالأمس في الكحالة هو حادث بظروف محدودة، ومن الجيد أنه لم يتطور، هذه الشاحنة تمرّ من هناك ضمن مجموعة شاحنات للحزب مسلم بحركتها على هذا الطريق، وكان على المولجين بأمنها أن يسلموها للجيش اللبناني ما أن إنقلبت ليهتم بها ويسحبها، والخطأ حصل عندما طلب الحزب من قيادة الجيش سحب عناصرها ففعلت، وكان على الحزب تسليم الشاحنة لمخابرات الجيش ليهتم بها ويعيدها لاحقاً”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال سعود: “بيان حزب الله خاطئ بالتوصيفات، والخطير هو ما قامت به مجموعات إعلامية من تحريض في مكاتبها فحصل الإشكال ورُميت الحجارة وسقط فادي بجاني نتيجة ذلك”.
وتابع ” الأخطر هو لو أصيب عدد أكبر من عناصر الحزب ولم يعد الجيش للتدخل مجدداً، كنا دخلنا في مشكلة كبرى، والأكيد أنه لا دخل للميليشيات في موقف فادي بجاني الذي يسكن على كوع الكحالة، وكلما كُسرت شاحنة يسارع إلى إسعاف من في داخلها ومن غير المقبول أن يُقال عنه الكلام المهين من قبل جمهور الحزب”.
وأضاف, “هو ضحية إطلاق النار الذي ما كان يجب أن يحصل، وضحية التحريض التلفزيوني، وفادي إستعمل سلاحه دفاعاً عن الكحالة في مواجهة غرباء، صحيح أن هناك نقمة على سلاح حزب الله ولكن الوضع بالامس لم يكن كذلك، فالحادث لم يكن مدبراً ومن هنا إعتراضي على بيان حزب الله الذي أوحى بذلك”.
ولفت إلى أن “موت الشهيدين في الكحالة يؤكد على أهمية تفاهم مار مخايل الذي ساهم في العديد من المناسبات بحل مثل هذه الإشكالات بالحوار وبالطرق السلمية، فخيار العنف لا آفاق له، والعودة إلى النقاش بين الحزب والتيار سببه إقتناع الطرفين أنهما لا يستطيعان تحقيق أي شيئ دون تفاهم “.
وكشف سعود أن “التيار وافق على القبول بترشيح الوزير سليمان فرنجية مقابل ثلاثة مطالب وهي، التفاهم على برنامج رئاسي واضح، إقرار اللامركزية اللإدارية والمالية الموسعة والصندوق الإئتماني، والحزب إيجابي جداً في الموضوعين الأولين ولكنه يطلب المزيد من الوقت والنقاش في موضوع الصندوق لأن الحزب ضد كل الصناديق”. مشيراً إلى أن الرئيس نبيه بري هو الأكثر حماسة لتفاهم التيار والحزب خاصة أن الصندوق لا يلغي دور وزارة المال.
ونفى أن يكون هدف الحوار مع حزب الله هو تمرير الوقت وحرق ورقة فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون، “لأن الحزب ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مضغوطان جداً ولا يملكان ترف الوقت لأن اللجنة الخماسية تتحضر لهجمة قريبة”.
وشدد على أن “تأييد التيار لإسم فرنجية المحسوب على المنظومة بعد الرفض القاطع له سببه أنه لا هو ولا جهاد أزعور أو جوزاف عون يبنون دولة، إنما المشروع الذي يمكنك الذهاب به إلى مجلس النواب”.
وختم سعود بالإشارة إلى أن “حزب الله أكثر حرصاً على تطبيق إتفاق الطائف من التيار الوطني الحرّ وجميع الإصلاحات محكومة بالمرور بمجلس النواب، كما أن سرعة الحزب والتيار بالتفاوض خيالية، ونحن مستعجلون جداً ولا بد لنا أن نحكم بالإنفراج”.