في الزيارة الثالثة… ماذا ينتظر لودريان؟
كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:
حينما يعود الى بيروت ثالثةً وزير خارجية فرنسا السابق الموفد الرئاسي جان ايف لودريان لن يلمس تبدلا كبيرا في المواقف التي سمعها في زيارته الثانية، الا من ناحية المزيد من التصلب والانقسام العمودي بين المعارضة وفريق 8 آذار الممثل بالثنائي الشيعي مع احتمال لعودة التيار الوطني الحر اليه، إن انتهت مفاوضات رئيسه النائب جبران باسيل مع حزب الله الى اتفاق، وهو احتمال ضئيل في ظل شروط شبه تعجيزية وضعها رئيس التيار مقابل العودة.
لكنّ العودة ان حصلت، لن تغيّر في المعادلة الرئاسية شيئا، ذلك ان زمن التسويات التي انتجت آخر رؤساء جمهورية لبنان انقضى وما كان ساريا في العقد الماضي لم يعد كذلك، بحسب ما تقول مصادر سياسية في المعارضة لـ”المركزية”، وحتى لو انتقل باسيل الى الضفة المناهضة فأركان المعارضة لا يمكن ان يدخلوا بمشروع شراكة مع حزب الله والنواب السنّة لن يسيروا بمرشح الحزب، ولمن فاته، فبيان اللجنة الخماسية التي اجتمعت بنسختها الثانية في الدوحة، كتب بحبر سعودي. هذا البيان بما تضمن من شروط ومواصفات سيلتزم به النواب السنّة وسيشكل العمود الفقري للورقة الموحدّة التي ستقدمها المعارضة للموفد الفرنسي اثر زيارته بيروت المفترضة في ايلول المقبل، علما ان موعدها لم يحدد بعد.
الورقة اياها جاهزة مبدئيا بحسب المصادر، وفيها المواصفات المحددة في بيان الخماسية بما يشكل رسالة من المعارضة الى الخماسية ومن ضمها فرنسا والى كل مهتم بالملف الرئاسي اللبناني تؤكد التزامها بيان الدوحة وابتعادها عن المناورات السياسية التي يتقنها الفريق الآخر. وتشير المصادر الى ان المعارضة حسمت امرها باعتماد ورقة موحدة بعدما تجاذبها بداية تياران، يدعو الاول الى ورقة موحدة وموقف ومشروع واحد مع وفد موحد للاجتماع مع لودريان، ويؤكد الثاني اهمية التنسيق والتعاون على ان يكون لكل مكون في البيت المعارض مقاربته من ضمن رؤية واحدة، الا ان سلسلة الاجتماعات التي عقدت في بيت الكتائب المركزي تبدو حسمت الأمر، لا سيما بعد استدارة باسيل الاخيرة، وتقديمه صفقة متكاملة عبر مشروع خطي بات في عهدة الحزب ينتظر جوابا خطيا عليه، يتوقع ان يصل قبل عودة لودرريان مطلع ايلول، بحيث تؤدي “التكويعة” الباسيلية باتجاه الضاحية الى تخليه عن ترشيح ازعور وقطع الطريق على وصول قائد الجيش العماد جوزف عون الى بعبدا.
سلسلة الحوادث الامنية التي حصلت الاسبوع الماضي وما اعقبها من عنف سياسي من جانب مسؤولي حزب الله، ما هي الا التعبير الواضح عن مدى مأزومية هذا الفريق رئاسيا وانسداد الافق في وجه ايصال مرشحه الى بعبدا وهنا تكمن اهمية وحدة المعارضة، وفق المصادر، على 3 مستويات:
– تمسكها بموقفها لجهة عدم عقد حوار موسع مع الحزب وكل فريق الممانعة واصرارها على اعتماد الاطر الدستورية في انتخاب رئيس جمهورية.
– التأكيد على عدم ابرام تسويات في مجال انتخاب رئيس والتصلب في مواصفاتها التي تفتح باب الاصلاحات ،السبيل الوحيد لانقاذ لبنان مما اغرقه فيه مشروع المقاومة وحلفائها طوال السنوات الماضية.
– عدم تسهيل انتقال جبران باسيل الى المقلب الاخر، لأن الضمانات الرئاسية لا تتوافر في ما يتفق عليه مع الحزب انما في الدستور والمرشح الذي يلتزم نصه.
موقف حازم ابلغته المعارضة للودريان ، الحوار الجامع ومهما انزل عليه من تسميات، لن يعقد الا من خلال نقاشات ثنائية ، وحتى موعد عودته الى بيروت والاطلاع على ما يحمل في اجندته من جدول اعمال، تبقى اجتماعات المعارضة والاتصالات بين اركانها مفتوحة ، وهي كذلك ايضا مع التيار الوطني الحر.