أيلول سيحسمها… إنتخاب أو إنهيار؟
ينشط النواب على مختلف انتماءاتهم، حتى الذين قدّموا أجوبتهم شفهياً ومباشرة إلى الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، في إعداد جوابهم بشكل خطي، من أجل المزيد من الإلتزام تجاه ما كان قد طرحه عليهم من دعوة للمشاركة في “طاولة العمل” المحدّدة في قصر الصنوبر في أيلول المقبل. والمتداول في هذا الإطار، هو أن ما من نائب سيقاطع دعوة لودريان، حتى الذين تساءلوا أمامه عن جدوى أي نقاش أو حوار حول مواصفات الرئيس العتيد، وذلك لسبب وحيد، وهو أن ما من نائب أيضاً يريد أن يتحمّل مسؤولية تعطيل الإستحقاق الرئاسي الذي وصل إلى مرحلة التسبّب بتدمير مؤسّسات الدولة بعد انهيارها بشكل خطير عند انهيار العملة الوطنية.
لكن المواصفات التي سيتّفق عليها النواب، ومن ناحية مبدئية، هي مواصفات واردة في الدستور، وبالتالي، لا حاجة لأي اتفاق عليها، كما أن الخيارات الرئاسية خصوصاً لدى “الثنائي الشيعي” محسومة، ولن تتغيّر، بغض النظر عن موقفه وموقف حلفائه من المواصفات الرئاسية، وبالتالي، ترى مصادر نيابية مخضرمة، أن تحديد مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية، لا يعني أن انتخابه سيكون في أيلول المقبل، وذلك بالإستناد إلى التوتّر والإحتقان والمواجهات العالية السقف بين القوى السياسية، والذي يأخذ مداه بشكل كبير في الشارع عند أي احتكاك أو إشكال يحصل مهما كان سببه، ما سيبقى قائماً طيلة الفترة الزمنية التي ستفصل عن انتخاب رئيس الجمهورية.
وإذا كان إنذار حادث الكحالة غير كافٍ من أجل أن يتحمّل كل النواب المسؤولية في إخماد النار التي بدأت تشتعل، فإن جهود لودريان لن تكون قادرة على القيام بذلك، كما تقول المصادر النيابية، والتي تبدي خشيتها من مفاجآت غير محسوبة في أي لحظة، من اليوم حتى جلوس رؤساء الكتل النيابية والنواب المستقلين والتغييريين على “طاولة العمل” الفرنسية.
ومن هنا، فإن شبح الإنهيار الذي يتم التسويق له، وتحديد موعده في أيلول، سيبقى قائماً طالما أن الإنتخابات الرئاسية لم تحصل، حيث تتوقع المصادر نفسها، أن يبقى وارداً، وبقوة، مع استمرار المراوحة وتسرّب الفراغ إلى كل المؤسّسات والإدارات، خصوصاً وأن ما من إرادة لدى القوى الأساسية على الساحة الداخلية، بإحداث تغيير في المعادلة السياسية الحالية، كون أي تنازل أو تراجع في الملف الرئاسي، ليس وارداً لدى أي من هذه القوى الأساسية، وعلى وجه الخصوص، تلك التي تدعم انتخاب رئيس تيار “المردة” سيلمان فرنجية.
ولذلك، ترى المصادر، أن فريق “الممانعة”، سيسعى إلى إيصال محادثاته مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى الإيجابيات المطلوبة، حتى إذا تحقّق له ذلك، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيدعو إلى عقد جلسة لانتخاب الرئيس، في خطوة لاستباق وصول الموفد الفرنسي، بحيث تكون “طاولة العمل” خطوة متأخّرة.
“ليبانون ديبايت” – فادي عيد