ليست المحاضرة بالعفة لتنزع عن الفاسد تُهمة الفساد، وهو بالضبط ما يقوم به رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وفريق عمله الذي يجاهر بمحاربة الفساد ليطلق العنان لأزلامه باستباحة ممتلكات الدولة ويسخّر لهم القضاء والأمن حتى.
وكشفت معلومات دقيقة، عن تعرّض النائب العام الاستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون لضغوطات غير مسبوقة من الأخير وفريقه، بهدف الإبقاء على المخالفة الوقحة التي استباحت نهر الكلب، والتي أدّت لتأخير إزالة مخالفة “Palms the Legend” في الأول من آب إلى نهاية الأسبوع الحالي، بعد أن اتخذت القاضية قرارًا نهائياً بإزالتها.
إلا أن ما مارسه النائب جبران مع القاضية عون ليس بغريب عن شخص وُضع على لوائح العقوبات الأميركية على خلفية اتهامه بالفساد.
ووفق المعلومات، فإن القاضية عون مُصرّة على إزالة المخالفة وتفكيكها عن النهر نهاية الأسبوع، لكن رُعاة الفساد في هذا المشروع سيقومون بالضغط على الأجهزة الأمنية كما أسرّت بعض الجهات إلى “ليبانون ديبايت”، ويطلبون من القوى الأمنية عدم تنفيذ الإشارة القضائية حتى انتهاء الموسم السياحي ليتمكّن أصحاب المشروع المخالف من جني آخر فلس ممكن على حساب الأملاك العامة.
أما المدعي العام المالي علي ابراهيم الرقيب على هدر الأموال العامة والأملاك الرسمية، فقد اتخذ قراره منذ اليوم الأول للمخالفة على أن يتركها تمر من أمامه مرور الكرام، وذهب يغطّ بنوم عميق ليَصلح به القول “نامت نواطير القضاء فلا عجب أن تسرح ثعالب الفساد”، إلا أن هذا السُّبات لا يعفيه من السؤال عن أسبابه إلا إذا كان لغاية في نفس يعقوب، وهذه الغاية تأويلاتها كثيرة.
واللافت أن الخصم السياسي للنائب جبران باسيل أي حزب القوات اللبنانية، يخاصمه في السياسة ليتماهى معه في الفساد، وكان حريًّا برئيسه سمير جعجع أن يخجل وهو يهاجم دويلة “حزب الله” بعد أن تفوقّت دويلة مرشحه شادي فياض على تلك الدويلة، لكن بمفارقة فاضحة، لأن دويلة الحزب لها أبعاد سياسية فيما أبعاد دويلة مرشحه دويلة تستبيح الأملاك العامة لكسب مالي رخيص فشتّان ما بين دويلة ودويلة.
للتذكير، سامو عون المقرب من باسيل وشادي فياض مرشح جعجع في كسروان هما أبرز الشركاء في مشروع “Palms the Legend” ويستغلان علاقتهما السياسية ونفوذهما المالي للاستمرار في المخالفة، رغم أنف الدولة وقضائها وأجهزتها الامنية.