مَن يُنافِس باسيل على رئاسة “التيار”؟
كتبت يولا هاشم في “المركزية”: أعلن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ترشحه لرئاسة التيار الوطني في انتخابات من المفترض أن تجرى في العاشر من أيلول المقبل. لكن حتى الساعة لا يبدو ان هناك مرشحين منافسين لباسيل على رئاسة التيار، وليس معلوما ان كان ثمة من قد يتقدم ضده قبل انتهاء مهلة الترشح في 25 الجاري. الترجيحات تذهب بقوة في اتجاه فوز باسيل بالتزكية على غرار سائر رؤساء الاحزاب، مع نائبين للشؤون السياسية والإدارية يختارهما على لائحته، على ان يعين لاحقا نائبين آخرين ليكونا ضمن فريق عمله لتحقيق الأهداف لولاية السنوات الاربع المقبلة.
الا ان باسيل لم يعلن بعد اسمي نائبيه، وهو بالطبع يقوم بالمشاورات، بحسب ما أكدت مصادر “التيار” لـ”المركزية”، وسيعلنهما فور اتخاذه القرار قبل انتهاء المهلة المحددة للترشيح.
وتمنت المصادر ان يكون هناك مرشحون ضد باسيل لرئاسة “التيار”، لكن هذا القرار يعود لكل شخص وكفاءته وبرنامجه وقدرته على المنافسة وإقناع الحزبيين، خاصة بعد المرحلة الصعبة التي مر بها باسيل وكانت مثابة معمودية نار بكل ما للكلمة من معنى، إضافة الى الانتخابات النيابية عام 2022 التي خرج منها ومعه التيار اكثر قوة وصلابة مما كان عليه عام 2018. رغم كل ما حصل، أكدت نتائج الانتخابات النيابية استمرارية ثقة الناس بباسيل وبقيادته للتيار. وهذا الامر يأخذه الكثيرون ممن يترشحون بالاعتبار.
واذ تؤكد المصادر أن التيار يتمسك بمبدأ تداول السلطة واللعبة الديمقراطية ويفتخر بأنه ربما الحزب الوحيد الذي يُنتخب رئيسه مباشرة من القاعدة مع نائبيه، ولا يرتكز كما الاحزاب الاخرى على النمط العائلي او الاقطاعي فيتمتع الناخبون، الذين يصل عددهم الى نحو 40 ألفاً من حملة البطاقات، بالقدرة على المحاسبة في اي لحظة، تشير الى ان باسيل دعا كرئيس للتيار “أي منتسب تتوافر فيه الشروط القانونية ويتمتع بالاهلية وبقدرة قيادة “التيار” أو غير راض عن “قيادتي” للتيار أو ادارته تنظيمياً ويملك مشروعا أفضل للترشح وأنا سأقبل بالنتيجة والتزم برئاسته للتيار”. وتضيف المصادر: لا نعلم اذا ما كان أحد سيتجاوب مع الدعوة لكن لا يبدو ان هناك مرشحين حتى الساعة لأن الترشيح سيكون علنيا في حال حصل.
يصل باسيل الى الولاية الثالثة، بحسب المصادر، داحضاً كل الشائعات التي احاطت بترشيحه في المرة الاولى عام 2015 عندما أثيرت الأخبار بأنه كان مدعوماً من الرئيس المؤسس، وخلافا لكل هذه الظروف التي انتهت عام 2019 عندما وقع الانهيار المالي وتزامنت ايضا مع انتخابات للتيار. في المرة الماضية لم يترشح أحد ضد باسيل وسقطت كل الشائعات حول فرضه بالتزكية.
وتؤكد المصادر ان باسيل يدخل مرشحا الى الولاية الثالثة بعد تجربتين في رئاسة التيار منذ العام 2015، وبعد 8 سنوات صقلته التجربة وتفاعل مع الاحداث وخرج من واحدة من أصعب الازمات التي من الممكن ان يتعرض لها رجل سياسي في حياته الشخصية والسياسية. وباسيل الخارج من انعكاسات 2019 يدخل مرشحا على قاعدة برنامج واضح يقوم على استكمال مشروعه بمأسسة التيار اي ان يتحول الى مؤسسة فعلية كاملة، وبأن ينمو حجم التيار وان يحمل معه مشروعا سياسيا للبنان أبرز عناوينه هي الاصلاحات في الادارة من خلال اللامركزية المالية الموسعة والاصلاحات في بنية المال من خلال وضع حد للفساد وتطبيق قواعد الشفافية، ثم يرى باسيل ان التيار قادر على ان يلعب دورا محوريا سواء بين المكونات السياسية اللبنانية او في ما يخص العلاقة مع الجوار وبالتحديد مع سوريا تحت سقف احترام السيادة وتحقيق التعاون.
برنامج باسيل واضح، ويطلب من الناخب ان يحدد موقعه، وان يختار بين القوة او الضعف، الاستقلالية او التبعية، المدنية او الطائفية، الحقوق او المساومة، عودة النازحين او توطينهم، المحاسبة او اللاعقاب… ويطلق تحديات اساسية علاقة التيار بالمجتمع وبالكيان اللبناني، لذلك تُعتبر عملية ترشحه في الفترة القادمة نقلة نوعية في حياة التيار السياسية والتنظيمية والمؤسساتية، تختم المصادر.