بعد البحر… هل ينجح هوكستين في البرّ؟
بعدما نجح في مهمة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، هو عراب الاتفاق، الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين يعود الى بيروت، حاملا معه ملف ترسيم الحدود البرية.
لكن هذا الملف لا يقتصر فقط على لبنان واسرائيل بل يشمل ايضا سوريا وبالتالي هناك جزء أساسي منه يستدعي التشاور مع دمشق، تحديدا فيما يخصّ شبعا”.
والسؤال هل الحكومة الأميركية مستعدة للقيام بمفاوضات مع السوريين ما يسمح لهوكستين النجاح في مهمته الجديدة.
يشير الأستاذ الجامعي المُتخصّص في شؤون الطاقة الدكتور شربل سكاف، عبر وكالة “أخبار اليوم” الى ان الحدود البرية شبه مرسمة، حيث هناك اختلاف على سبع نقاط فقط، معتبرا ان ما يجب التوقف عنده في اثارة ملف الحدود البرية هو التوقيت، بحيث تمّ تحريكه قبل بدء التنقيب عن النفط في البحر بايام معدودة. ويضيف: لذا يبدو ان المطلوب هو تثبيت الاستقرار، حيث بعد انجاز الترسيم البحري -الذي كان الاصعب لان الخلاف بشأنه كان كبيرا جدا – تم الانتقال الى الترسيم البري ما يعني انهاء اي نزاع بين لبنان واسرائيل، وبالتالي الملف البري يأتي بنفس سياق الترسيم البحري الذي جاء بعد عشر سنوات من التفاوض
وردا على سؤال، يلفت سكاف الى ان “الغاز” هو ملف اقليمي كبير، وليس فقط لبنانيا، لذا الاستقرار في الجنوب مطلوب كي يتم استخراج الغاز “بشكل سلس”، وبالتالي يبدو ان الجانب الاميركي لا يريد اي توتر ويسعى الى نزع كل فتيل في شرقي البحر المتوسط لـ “يتدفق هذا الغاز نحو اوروبا”.
وسئل: هل سوريا قادرة على التعطيل، نظرا لتداخل الحدود بينها وبين لبنان واسرائيل في الغجر؟ يجيب سكاف: سوريا قادرة على التعطيل، خصوصا وان لبنان بحاجة الى مستند او اقله الى اتفاق مع دمشق للسير قدما بالترسيم، لكن لا ارى ان الموضوع تقني، بل هو سياسي بالدرجة الاولى لذا من المتوقع ان يتم تدوير الزوايا بشكل تام، لا سيما اذا كان هناك نية ورغبة، معتبرا ان لسوريا اليوم مصلحة في التفاوض بشكل او بآخر مع الاميركي ولا سيما في ظل تداعيات العقوبات بموجب قانون قيصر على الاقتصاد السوري، معتبرا ان الانفتاح الخليجي على دمشق ليس كافيا اذا استمرت واشنطن باقفال كافة الابواب، ولاسيما انها لم تكن راضية عن هذا الانفتاح. لذا يرى سكاف ان السوري قد يسهل الترسيم البري مقابل ثمن ما، علما انه لا يمكن فصل ما يحصل في الجنوب اللبناني عن التفاوض الحاصل بين اميركا وايران، حيث حول بعض الملفات هناك مرونة وفي البعض الآخر هناك ضغط.
ويخلص سكاف الى التأكيد هلى اهمية التوقيت، معتبرا ان هوكستين لا يزور لبنان من اجل الاحتفال بالانجاز الذي قام به (على مستوى الترسيم البحري) حيث تباشر منصّة TransOcean Barents عملية الحفر مع مطلع أيلول على أبعد تقدير، بل سيبدأ العمل على نزع الفتيل البري، خصوصا وان “التطبيع” في البحر اعطى الاشارات الايجابية للانطلاق نحو الترسيم البري.
كتب عمر الراسي في وكالة “أخبار اليوم