من كان يصدق أن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، سينجح في جرّ قوى المعارضة نحو الحوار مع “حزب الله”، بعدما وصلت الأمور إلى حائط مسدود، بدأت قوى المعارضة تبحث إمكانية الإنخراط في الحوار مع الثنائي الشيعي حول الإستحقاق الرئاسي.
لكن كي تكون الأمور واضحة، هناك في المعارضة من يرفض الحوار رفضاً مطلقاً، كحزب “القوات اللبنانية” والكتائب، على اعتبار أن الحزبين المسيحيين يرفضان الجلوس على طاولة واحدة مع “حزب الله”، خصوصاً وأن الهدف من الحوار معروف أصلاً، وهو إيصال مرشّح الممانعة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.
فريق آخر من المعارضة يرى أن الحوار مع الحزب بات ضرورياً، ككتلة “الإعتدال الوطني” وبعض النواب المستقلين الذين يعتقدون بأن الحوار مع الثنائي لا يضرّ في حال لم ينفع، وإذا كان لا بدّ من طاولة حوار فلماذا انتظار الفرنسي أو القطري، ولماذا لا يكون الحوار لبنانياً برعاية لبنانية، بشرط أن يكون تحت سقف اتفاق الطائف، دون أي نوايا بالإنقلاب عليه أو تعديله كما يشتهي ويريد بعض الفرقاء السياسيين.
الفريق الثالث من المعارضة هو الأكثر حيرة، اذ يرى أن الحوار مع الحزب ضروري لكن على ماذا، ووفق أي معطيات، وعلى أي أساس، وهل ينجح الحوار بين فريقين غير متكافئين من حيث القوة والنفوذ، وماذا يمكن للمعارضة أن تقدم للحزب وهي لا تملك ما يملكه هو، من سلاح وسلطة وقوة ونفوذ؟
ويسأل هذا الفريق عن السبيل الذي قد يدفع الحزب إلى التنازل عن موقع رئاسة الجمهورية، وما إذا كان قادة الحزب يدعون للحوار بغية اختتامه بانتخاب فرنجية. هذا ليس حواراً بل استغلالاً للوقت واستثماراً في الفراغ الرئاسي وما ينتج عنه من تداعيات كارثية تصيب اللبنانيين بمختلف طوائفهم وانتمائهم.
هذه الأجواء، وإن لم تؤدِ إلى عقد حوار بين قوى المعارضة والحزب، قد تسهّل مهمة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي يسعى بدوره أيضاً إلى تنظيم حوار بين القوى السياسية في أيلول المقبل، وبما أن الآراء مختلفة بين أبناء “المعارضة” حول الحوار، قد يلبي الجميع دعوة لودريان ونشهد حواراً رئاسياً شاملًا طال انتظاره.
لكن الجدير ذكره، أن هناك انطباعاً لدى معظم الكتل النيابية بأن الحوار بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” لن ينتهي إلاّ بتتويج فرنجية رئيساً، الحزب لن يسمح بأن تسير الأمور بغير ذلك.
“ليبانون ديبايت” – محمد المدني