ضربت الأزمة الإقتصادية كافة مقومات العيش في لبنان، ولم يسلم أي قطاع من تبعات الأوضاع، ولكن لدور النشر كانت “حصة الأسد” ، نظرًا لإعتبار الواقع الثقافي في منظار البعض بأنّه لا يُشكل أولوية أمام لقمة العيش والمتطلبات المعيشية. وقد سجّلت نِسب المبيعات في كافة دور النشر والمكتبات في لبنان تراجعًا كبيرًا.
يُؤكّد أمين سر نقابة الناشرين الدكتور جاد عاصي، أنّ “نسبة الإقبال على الكتب الجديدة قليلة جدًا، والطلب على الكتب المستعملة هو الذي يسيطر حاليًا، نظرًا للوضع الإقتصادي الصعب الذي نمرّ به”.
ويُشير، إلى أنّه “حتى الكتب المدرسيّة والتي هي ضرورية وأساسية ولا يمكن الإستغناء عنها شهدت تراجعاً ملحوظاً، حيث لجأ الأهالي إلى الكتب المستعملة والتبديل بين بعضهم، إضافةً إلى الإستئجار لتأمين الكتب لأولادهم”.
ويَلفت إلى مشكلة إقتصادية تُواجه دور النشر، وهي الإرتفاع العالمي بأسعار الكتب حوالي 22.9 %، مشيرًا إلى أنّه “أطلع وزير الإقتصاد على هذا الأمر لكن لم يعترف به أحد، فاليوم عندما يرتفع سعر صحيفة البنزين عالميًا يرتفع سعرها في لبنان، لذلك لماذا لا يسير هذا الأمر على أسعار الكتب عندما ترتفع عالميًا”.
ويأسف عاصي إلى “المستوى الذي وصلت إليه الثقافة في لبنان، خاصةً لناحية المكتبات الأونلاين التي يعتبرها مكتبات غير مرخّصة”، لافتًا إلى “إنعكاسها السلبي على دور النشر والمكتبات بشكل رهيب”.
ويوضح أنّ “نسبة مبيعات الكتب حاليًا لم تتخطَ 10%، لكنه يأمل بأن تتحسّن هذه النسب، حيث أنّ الموسم لا يزال في بدايته”، ويرى أنّ “المشلكة الأساسية تبقى في المناهج التربوية التي تعتمدها وزارة التربية قديمة جدًا لذلك يجب تطويرها”.
ويختم عاصي حديثه، مشدّدًا على أنّه “رغم كل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد تحاول دور النشر تحسين الطبعات وتجديدها لمواكبة التطور التربوي من أجل الحفاظ قدر المستطاع على المستوى الثقافي ودوره”.
ليبانون ديبايت