هذا هو السيناريو الرئاسي لشهر أيلول!

لم يكد يحصل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان على أجوبة الكتل النيابية المتجاوبة مع رسالته بشأن مواصفات وبرنامج الرئيس العتيد كلٌ من جهة نظره، حتى جاءت مبادرة الرئيس نبيه بري والقاضية بدعوة رؤساء وممثلي الكتل النيابية الى حوار تحت قبّة البرلمان لمدّة سبعة أيام تليها جلسات مفتوحة ومتتالية حتى الاحتفال بانتخاب رئيس للجمهورية.
استشعار رئيس المجلس بخطورة اللحظة السياسية ليس صدفة أن يأتي قبيل أيام معدودة من عودة لودريان الى بيروت، والأكيد أن هناك همساً أميركياً في أذن الرئيس بري بالتحرك، على ما تلفت مصادر مطّلعة على الملف الرئاسي لـ “ليبانون فايلز” متحدثة عن تناغم واضح في توقيت إطلاق المبادرة الداخلية والحراك الخارجي وتحديدا الفرنسي.
والسيناريو المتوقّع لشهر أيلول يقوم على طرح أسماء معيّنة تتلاءم مع المواصفات التي تضمّنتها الأجوبة على الرسالة الفرنسية، تُطرح على طاولة العمل التي سيترأسها لودريان في قصر الصنوبر بغرض غربلتها، بعدها تذهب الكتل الى البرلمان وبيدها سلّة من الأسماء المقبولة ولو بالحدّ الأدنى من قبل جميع الأطراف في لبنان. أي بمعنى آخر، يبدأ الموفد الفرنسي المسعى الجديد ويستكمله الرئيس بري في المجلس فيكون بذلك أخذ بمطلب طرفي النزاع الرئاسي في البلد: الأوّل وهو لحلفائه بالسياسة والقائم على الحوار. والثاني وهو للخصوم السياسيين والداعي الى جلسات مفتوحة متتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية. ودائما برعاية فرنسا، الدولة الصدقية للبنانيين.

والمعلوم ان خط التواصل بين لودريان وبري لم ينقطع طيلة الفترة الماضية والرجلان على تنسيق دائم وبالتالي فإن مبادرة بري مغطاة إقليميا ودوليا وعليه بات أيلول موعدا أساسيا لانتخاب رئيس.
تبقى العين على موقف المعارضة في حينها وإن كانت لم تتلقّف دعوة بري الى حوار السبعة أيام بإيجابية كموقف أوّلي لكن الرهان على ما قد تحمله الأيام المقبلة لتليين موقفها خصوصا أن البطريرك الراعي أوحى نوعا من الإيجابية والتلاقي مع هذا الحراك الداخلي بقوله “لا خلاص للبنان إلا بإدارة أبنائه، ووحدتهم الوطنية هي ضمانة مستقبلهم. ومهما كثرت المبادرات الخارجية تبقى قاصرة عن تحقيق الخلاص إذا لم يلتزم اللبنانيون بمصلحة وطنهم العليا، ويتجاوزوا خلافاتهم الشخصية والفئوية”.

ليبانون فايلز