“لن نوقّع شيكاً على بياض”… كنعان: هل نسلم الديب مرة أخرى مصير الغنمات؟

طالب رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان الحكومة بـ “إرسال التدقيق في حسابات المصارف وموجوداتها لنتأكد مما لديها”.

وسأل كنعان: “لماذا لم يحصل ذلك حتى الآن؟ فلا ثقة لدينا لا بحسابات الدولة ولا بالمصارف بعد الانهيار، ما لم يحصل فيها تدقيق محايد”.

وشدد كنعان على أن “لجنة المال لن توقع شيكا على بياض للحكومة، ولن تحمل ضميرها بالموافقة على قانون إطار للودائع من دون تدقيق محايد بالأصول والموجودات، فسيضاف الى عشرات القوانين غير المنفذة بانتظار المراسيم التطبيقية لسنوات، لا بل عقود”، وقال: “هنا، تستحضرني قصة الديب والغنمات، فهل نسلم الديب مرة أخرى مصير الغنمات؟”.

أضاف، “سألنا الحكومة في جلسة اليوم هل بدأت التدقيق في حسابات المصارف وموجوداتها؟ فكان الجواب لا، في غياب العقد مع الشركة المدققة، والتي تصل كلفته إلى 6 ملايين دولار. بينما صرفت الحكومة مليار و125 مليون دولار من حقوق السحب، ولم يرف لها جفن، وتعرج أمام المبلغ المطلوب لإعادة هيكلة المصارف وإعادة الحقوق للمودعين”.

كلام كنعان جاء بعد جلسة لجنة المال، بحضور وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، والنواب: علي فياض، فؤاد مخزومي، آلان عون، فريد البستاني، أمين شري، إيهاب مطر، نجاة عون، جان طالوزيان، غازي زعيتر، ناصر جابر، سليم عون، سيمون أبي رميا، ميشال الدويهي، رازي الحاج، حسن فضل الله، عدنان طرابلسي، ياسين ياسين، جهاد الصمد، غسان حاصباني، مارك ضو، ميشال معوض، راجي السعد، اسعد ضرغام، جيمي جبور، علي حسن خليل، غادة أيوب، أديب عبد المسيح، طه ناجي، وقاسم هاشم.

كما حضر نائب حاكم مصرف لبنان سليم شاهين، مستشار رئيس مجلس الوزراء سمير الضاهر، أمين عام جمعية المصارف فادي خلف، عضو مجلس ادارة جمعية المصارف روجيه داغر، رئيسة لجنة الرقابة على المصارف مايا دباغ، ومحامي جمعية المصارف ايلي شمعون.

وبعد الجلسة التي استمرت قرابة الثلاث ساعات، قال كنعان:” جلسة اليوم كانت مخصصة لمتابعة المستجدات حول اقتراح قانون إطار لإعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان، واقتراح القانون الرامي إلى معالجة أوضاع المصارف في لبنان. وهما ملفان كان من المفترض أن تتم احالتهما من قبل الحكومة بصيغة مشاريع قوانين. ولكن، ورودهما الى المجلس جاء بعد استقالة الحكومة وتحوّلها الى تصريف الأعمال، وقد قدما من قبل النائبين جورج بوشكيان وأحمد رستم”.

وأضاف، “الحكومة لم ترسل أي قانون إصلاحي الى مجلس النواب منذ 4 سنوات، باستثناء قانون رفع السرية المصرفية الذي أقررناه، والقوانين الأخرى التي تتحدث عنها قدمها النواب. فقد فشلت في ارسال الكابيتال كونترول الذي قدمناه واقررناه مرتين في لجنة المال. كما فشلت في ارسال قانون اعادة الهيكلة، وقدم من قبل نائبين بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون وتحول الحكومة الى تصريف الأعمال”.

وتابع، ” رغم ذلك، عقدنا أكثر من 11 جلسة، وشكلنا لجنة فرعية ودعونا المعنيين بهذين البندين. وتوقّفنا عند مسائل أساسية، لأن الانتظام المالي يتعلّق بالودائع والفجوة المالية. والاقتراحان المقدمان من الزميلين بوشكيان ورستم، لا يحملان الضمانات المطلوبة لمعالجة الفجوة واسترداد الودائع”.

وأردف، “الفجوة المالية في مصرف لبنان، بحسب تقرير التدقيق الجنائي، تصل بينها وبين المصارف الى 70 مليار دولار. وما يطرحه اقتراح القانون، هو اعادة رسملة مصرف لبنان بمليارين ونصف بسندات مالية في دولة متوقفة عن الدفع، وبيزعلوا لمن نقلن سمك بالبحر”.

وأشار إلى أن “الفجوة المالية لا يمكن معالجتها بمليارين ونصف وإن المحور الثاني يتحدث عن استعادة الودائع حتى مبلغ ال100 الف دولار. والتدقيق بهذا الأمر، يظهر تصنيف الودائع بين مؤهلة، تم تحويلها قبل 17 تشرين 2019 من ليرة الى دولار، وغير مؤهلة جرى تحويلها من الليرة الى الدولار بعد 17 تشرين، وهو تصنيف يؤدي إلى ضياع قسم كبير من الودائع”.

وأضاف، “علما أن هذا التمييز جرى الاعتراض عليه من قبل معظم النواب، لأن الودائع حقوق لا يمكن التمييز بينها بهذا الشكل، بل من الممكن أن يحصل ذلك على أساس مشروع وغير مشروع، وبين قانوني وغير قانوني”.

وسأل كنعان: “لماذا تأخر قانون الانتظام المالي 4 سنوات، وذلك بعدما رفعنا الصوت في لجنة المال والموازنة، وبعدما حضر رئيس الحكومة في 1 تموز جلسة للجنة المال، ووعد بمعالجة الموضوع؟ الأمر الذي لم يحصل إلاً بصيغة اقتراح قانون قدّم بعد 7 أشهر في نهاية العام 2002”.

وقال: “المسألة الثانية تتعلّق بالليلرة، وتحويل جزء من هذه الودائع بحسب سعر صيرفة. فعلى أي سعر سيتم ذلك في الوقت الذي أعلنوا فيه انتهاء العمل بصيرفة. أما المسألة الثالثة فتتعلق بـ”البايل إن”، اذا بقي شيء بعد تصنيف الودائع بين مؤهل وغير مؤهل، وبعد الليلرة، وهي تتعلّق باعطاء المودع أسهم في المصارف، “فما يزعلوا مني” لأنه، قبل التدقيق في موجودات المصارف واعادة هيكلتها، فالصورة العامة أنها مفلسة”.

وذكر كنعان بأن “قانون اعادة هيكلة المصارف يتم التفاوض عليه مجددا من قبل الحكومة مع صندوق النقد الدولي، ما يعني أن الصيغة التي أمامنا يمكن أن تتغيّر، أو لا يوافق عليها صندوق النقد”، وقال: “بناء على ما تقدّم، نطالب بحلول جدية للناس، وإلا فلتخرج الحكومة وتصارح الناس، وتتحمل المسؤولية، بدل التهرب منها ورميها على الآخرين”.

أضاف: “هناك شرط في المادة 10 ينسف كل شيء، اذ تشير الى أنه يرتبط استرجاع الودائع او اي قسم منها بوضعية كل مصرف على حدة، خصوصا ملاءته وسيولته بعد أن يكون قد خضع لأحكام قانون معالجة أوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها. وهذا يعني “العوض بسلامتكن”، فما الذي يضمن لي كنائب ومشرّع ما الذي سيبقى من المصارف بعد اعادة هيكلتها؟ وما سيبقى منها لتسديد الـ100 الف دولار للمودع؟”.

وأكد كنعان أن “الاقتراحات تحتاج الى مضامين والى من يتحمل المسؤولية، فلا يمكن أن تستمر الحكومة في الهروب من المسؤولية ورميها على سواها”.

وقال: “نحن مستعدون لأن نتحمّل المسؤولية تجاه ناسنا وشعبنا، ولكن لا يمكن ان نحمّل ضميرنا ونقر ما لا يتمتع بمقومات التطبيق والنجاح، ونعلم مسبقاً أنه لا ينفّذ”.

وأضاف، “من جملة رمي المسؤوليات التسريب اليوم أن لجنة المال لم تبدأ نقاش موازنة العام 2023. وقد تبين لنا ان المشروع لم يصل الى المجلس النيابي، وهو ما أكده أمين عام المجلس النيابي عند تواصلي معه اليوم، وهذا الامر يدل على تهرب الحكومة من المسؤولية والقائها جزافا وزورا على المجلس النيابي وتحديدا لجنة المال”.

وختم: “على الحكومة أن تقوم بشغله”، ونحن مستعدون للبدء بأرقام أولية في حال ورودها الينا من المصارف والجهات الرسمية الحكومية ولجنة الرقابة على المصارف، شرط ان تأتي وفق صيغة رسمية لا على مسؤولية افراد من ضمن الفريق الحكومي، الى حين الانتهاء من التدقيق النهائي المطلوب منذ اللحظة الاولى للانهيار، للحؤول دون المزيد من هدر الوقت الذي قامت به الحكومة الحالية والتي سبقتها”.