“الإنفلونزا” كابوس أطباء لبنان هذا العام… وخمس خرافات عن اللقاح!

ها نحن في عز شهر أيلول، ويعني ذلك تفشي الإنفلونزا التي تصيب شريحة واسعة جداً من الأشخاص ومن أي فئة عمرية. إلا أن الواقع الإقتصادي والإستشفائي المفروض على اللبنانيين هذا العام تحديداً، من شأنه أن يرغمهم على اتباع قواعد احترازية تقيهم شرّ فواتير تكوي قلوبهم قبل جيوبهم. ولكن القواعد تبقى غير فعاّلة في حال غبنا عن المهمّ منذ البداية، وهو تلقي اللقاح الواقي من الإنفلونزا. فما هي أهميّته؟ 

رئيس الجمعية اللبنانية للامراض الصدرية البروفسور جورج جوفيليكيان إعتبر أنه على الجميع الحصول على لقاح الإنفلونزا، إلا أن الفئات العمرية المعرّضة لمضاعفات أكثر في حال تعرّضها للإنفلونزا، وإن لم تكن محصّنة ضدّه عن طريق اللقاح، قد ينتهي بها المطاف بالموت.

وفي حديث لـ”لبنان 24″، أشار جوفيليكيان إلى أن التركيز في عملية التطعيم يكون على الفئات العمرية القصوى، أي الأصغر والأكبر سناً، بالإضافة إلى من يعانون من الأمراض المزمنة على غرار المشاكل في الرئة، القلب والشرايين، الضغط، السكري، قصور الكلى، اضافة الى المدخنين، لكونهم الاكثر عرضة لحصول مضاعفات معهم عقب إصابتهم بالأنفلونزا.

ولفت إلى أن الفئة الثالثة التي يجب أن تحصل على اللقاح فور توتفره تضمّ الأشخاص الذين يتناولون أدوية تؤثر على جهاز المناعة ومن يعانون من ضعف المناعة بسبب عمليات معينة أو لأسباب جينية وراثية.

كما تحدّث جوفيليكيان عن ضرورة تحصّن النساء الحوامل ضدّ الإنفلونزا عن طريق تناول اللقاح لأن الحامل في حال أصيبت بأي مرض خلال فترة حملها، فستتجنب حكماً تناول الأدوية، الأمر الذي سيشعرها بالتعب، مشدداً على أن لا خطر على الأم ولا على الجنين من اللقاح، ولا حتى على المدى البعيد.
وأكد أن التوقيت الأنسب لأخذ اللقاح هو في الخريف، أي ما قبل انتشار الإنفلونزا بين الأسر والمجموعات، قائلاً: “في هذه المرحلة، يبدأ الجميع بإهمال تهوئة المنازل وتكثر الإجتماعات واللقاءات في الأماكن المغلقة”، مشيراً إلى أنه خاصة الآن مع الأزمة الإقتصادية، لا تملك جميع الأسر ترف تدفئة كل غرف منازلها، لذا يلجأ كثيرون إلى تدفئة غرفة واحدة يجتمع بها الجميع، وبالتالي في حال مرض أحدهم فمن المحتمل أنه سينشر المرض بين المحيطين به.
وكشف جوفيليكيان أن وقت الذروة بالنسبة للإصابة بالإنفلونزا هو ما بين شهري أيلول وتشرين الأول وصولاً إلى شهر أيار، مشدداً على ضرورة عدم أخذ اللقاح قبل موعده لأنه يخدم حوالى الستة أشهر، ومشيراً إلى أن لا ضرورة لأخذ جرعة ثانية من اللقاح بعد بضعة أشهر.
إلى ذلك، أكّد أن لقاحين باتا متوفرين في لبنان، وهما من إنتاج شركتين عالميتين Influvac وVaccigrippe، مشيراً إلى أن سعرهما لا يتعدّى الـ15$ لكل لقاح.

“الانفلونزا مش نزلة برد”
وعن دور وزارة الصحة، فقد أكّد جوفيليكان أنها داعمة لحملة “الانفلونزا مش نزلة برد” التي أطلقتها الجمعية اللبنانية للامراض الصدرية بالشراكة مع شركة Abbott الرائدة عالمياً في مجال الرعاية الصحية، وهدفها تسليط الضوء على أهمية التطعيم كوسيلة فعالة للحدّ من المضاعفات المحتملة للإصابة بالفيروس، مشيراً إلى أن الوقاية من الانفلونزا على الصعيد المجتمعي من شأنها تقليل الفاتورة الطبية والإستشفائية.

وكشف جوفيليكيان عن تخوف الجسم الطبي من موسم الإنفلونزا لهذا العام في لبنان انطلاقاُ من أنه في السنوات التي خلت، كانت الناس منهمكة بالوقاية من فيروس كورونا فاختفت الإنفلونزا ومعها اللقاح الخاص بها، أما اليوم فالتوجّس من كورونا بات أقل من قبل وبالتالي الإجراءات الوقائية انخفضت بدورها، ما يجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.
وأشار إلى أن أعراض موجة كورونا الجديدة التي نشهدها اليوم مشابهة جداً لتلك الخاصة بالإنفلونزا، ما يخلق كابوساً بالنسبة للأطباء والمختصّين بأمراض الجهاز التنفسي تحديداً، ولأن التبعات في كلا الحالتين قد تكون خطيرة جداً على الصحة.
كما لفت جوفيليكيان إلى أن الإقبال على أخذ اللقاح ضدّ الإنفلونزا في لبنان تأثر حكماً بأمور عدّة، ومنها الإشاعات ونظريات المؤامرة التي طالت لقاحات فيروس كورونا، الأمر الذي خلق اليوم قلقاً بالنسبة للعديد من الأشخاص تجاه أي نوع من اللقاحات ومنها الخاصة بالإنفلونزا، بالإضافة إلى أن المجتمع بات اليوم أكثر إهمالا تجاه الإنفلونزا ظناً منه أنها غير مهمة لكونها غابت في فترة كورونا.

خمس خرافات حول لقاح الإنفلونزا
من جهتها، حددت منظمة الصحة العالمية خمس خرافات حول لقاح الإنفلونزا:

لبنان 24