بالرغم من ان علاقات “التيار الوطني الحر” مع القوى السياسية اختلفت بشكل جذري في المرحلة الماضية، وبالرغم من عودة رئيسه النائب جبران باسيل الى حضن حليفه “حزب الله” الذي كان يشعر من دونه بإنه من دون غطاء سياسي ورافعة سياسية تؤمن له وزناً كبيراً داخل الساحة السياسية الا ان واقع “التيار” لا يزال صعبًا للغاية في ظل صعوبة الخيارات التي يمكن له اتخاذها.
في المرحلة الماضية كان باسيل يستلم زمام المبادرة السياسية بشكلٍ كامل وكان ايضاً يشعر بحاجة القوى السياسية اليه من دون استثناء لكنه اليوم بات يجد نفسه في زاوية المشهد ويشعر ان تقاربه المستجد مع حزب الله لم يقدم له اي جديد لأن الخيارات المطروحة امامه محدودة جداً ولا يمكن له تخطيها نحو خيارات مميزة.
وفي نفس المرحلة باتت حظوظ قائد الجيش جوزيف عون مرتفعة للغاية وتزايدت أكثر في ظل تقدم المبادرات الخليجية والغربية والتي تمهد الطريق لطرحه بشكلٍ مباشر على الساحة السياسية اللبنانية وهذا ما لا يريده باسيل لا من قريب ولا بعيد لذلك بات امامه خياران لا ثالث لهما والخياران يمكن القول انهما من الصعوبة بمكان.
الخيار الاول امام باسيل هو القبول بشروط حزب الله والاستمرار بلعب دور جدًي على الساحة بشرط ان يقبل بوصول رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية الى سدّة الرئاسة وهذا الامر سيكون له تكاليف شعبية مرتبطة بصدقية باسيل امام الرأي العام حتى لو استطاع انتزاع اللامركزية الإدارية او حتى الصندوق السيادي، فذلك لن يعوض له خسارته لصورته السياسية.
الخيار الثاني هو الاستمرار بالمماطلة والاستفادة من الوقت لمحاولة الحصول على مكاسب سياسية اكبر، لكن هذا الامر قد يؤدي وبشكل كبير الى شعور “حزب الله” بأن القوى الاقليمية والداخلية تتوافق حول اسم مرشحها الجديد وهو جوزيف عون وعندها لن يكون الحزب قادراً على الرفض خصوصا ان علاقته بعون جيدة نسبياً وبالتالي فانه سيقبل به وسيبقى “التيار” خارج التسوية.
وترى مصادر سياسية مطّلعة أنه في ظلّ هذا المشهد يجد “التيار” نفسه امام خيارات صعبة ولكن لا بدّ له ان يتخذ بسرعة قرارا جريئاً يحدّد بأي منها سيَسير.
لبنان 24