طاولة طوارئ حوارية… الرئيس بين حدّي الإنفجار والتنقيب!
لا يمكن إلا الإعتراف بتعثّر المبادرة الفرنسية التي لحقت بها المساعي القطرية بعد أن فرملت اندفاعتها القوية التي شهدت عليها اللقاءات المكوكية لموفدها في الأسبوع الماضي تمهيداً لوصول وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد الخليفي إلى بيروت والذي على ما يبدو قد أخّر مجيئه كما الموفد الفرنسي جان إيف لودريان.
وإزاء التعثّر الخارجي يبقى التصلّب في المواقف الداخلية يخيّم على كافة الأطراف، من هذا المنطلق يرى النائب غسان سكاف أنه لا بدّ من التحرّك داخلياً عبر مفتاحين يشكّلان بداية الحل، فمفتاح الانطلاق في تسوية المرشح الثالث موجود في حارة الحريك وعين التينة، على قاعدة لا رئيس لحزب الله ولا رئيس من دون حزب الله، والمفتاح الثاني أي وصول هذا المرشح إلى قصر بعبدا هو في جيب القوى المسيحية الكبرى مثل حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب وبعض المستقلين، لأن وصوله يستوجب موافقة هؤلاء، ونكون بالتالي وصلنا إلى الحل على قاعدة لا غالب ولا مغلوب.
ويلفت إلى أن المرشح الثالث ليس بالضرورة أن يكون إسماً واحداً، بل قد يكون أكثر من مرشح في خانة المرشح الثالث، ويشرح أنه لدينا اليوم مرشح أول وثاني هما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، والمرشح الثالث قد يكون كل المرشحين الآخرين.
وهل يمكن أن يكون قائد الجيش جوزاف عون؟ لا يستبعد ذلك أبداً لا سيّما أن حظوظ الأخير مرتفعة جداً في الآونة الأخيرة لا سيّما أن الدعم الخارجي لقائد الجيش لم ينله أي مرشح آخر، لذلك احتمال أن يكون هو المرشح الثالث.
أما فيما يتعلّق بما طرحه عن المفتاحين, يشدّد على أن كلامه ينطلق من ضرورة وجود حراك داخلي لمواكبة المساعي الفرنسية والقطرية لأنه إذا بقيت المساعي الخارجية بدون أن تلاقيها مساعي داخلية فهي حتما ستفشل.
ومن هذا المنطلق يدعو إلى مبادرة داخلية، ويؤكد أنه على استعداد للقيام بمبادرة جديدة تنطلق من هذه المعادلة التي تقول يجب علينا أن نأتي بمرشحين آخرين ولتأخذ اللعبة الديمقراطية مسارها، لأن لدينا نظام ديمقراطي برلماني، ومهمة النواب انتخاب رئيس، وبما أننا نريد انتخاب رئيس وليس تعيينه ولا نريد أن يفرض الخارج علينا رئيس، فلا يجب أن يكون هناك أي فيتو على على أي مرشح.
ووفق هذه المعادلة يري أنه نستطيع أن نتحرك داخلياً لانجاز الاستحقاق الرئاسي بمواكبة خارجية لأننا بحاجة إلى الخارج في ظل وضع مالي واقتصادي لا نحسد عليه، ونحن نتحرك داخلياً مع الأخذ بعين الاعتبار كل التفاهمات الخارجية الحديثة والماضية.
ولا يعتبر أن ما يطرحه هو تمنيّات بل هو يسميه خطة للوصول إلى الهدف، وبما أن الهدف انتخاب الرئيس في ظل التعثر الفرنسي وفرملة المساعي القطرية سنجد أنفسنا بحالة “تيتُّم” من أي دعم خارجي, فإذا لم نتفق على خطة معينة فلن نصل إلى مكان.
ويشدّد على أن فرملة المساعي القطرية بالتزامن مع تعثّر المبادرة الفرنسية واسقاط الحوار الذي دعا إليه الرئيس بري، فلا يمكن إلا لتحرك داخلي أن يُبقي الأمور في نصابها إلى حين نضوج الحل الكامل.
ويتوقّع النائب سكاف أن ينجز الاستحقاق وفق تطورين واحد سلبي وآخر إيجابي:
– التطور السلبي، والذي يتوقّع الوصول إليه، هو إنفجار أمني كبير وهو ما سيُلزم الأفرقاء على الجلوس إلى طاولة طوارئ حوارية.
– التطور الإيجابي وهو إعلان شركة توتال لوجود كميات نفطية تجارية في البحر الذي يمكن أن يحرك المياه الراكدة داخلياً ويمكن أن يؤدي الإنجاز الاستحقاق الرئاسي.
ليبانون ديبايت