هل حقاً مصرف لبنان من أهم المصارف المركزية في المنطقة؟
قبل أيام، تحدّى حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أي شخص لا يرى ان المصرف المركزي في لبنان هو من أهم المصارف المركزية في المنطقة، مشيراً ان لدى المركزي 8 مليار ونصف مليار دولار كإحتياطي إضافة الى ذهب بقيمة 18 مليار دولار، في حين يطلب من كادره البشري خبراء من المصرف الى الخارج لتدريب مصرفيين، إضافة إلى مجموعة من الأملاك وعددها كبير.
في هذا الإطار، أشار الخبير الإقتصادي د. بلال علامة الى ان “المصرف المركزي في لبنان يعتبر من أهم المصارف المركزية في المنطقة لأنه يمتلك حاكمية تتمتع بصلاحيات كبيرة لإدارة الشأن المالي وفق النظام الإقتصادي الذي كان يطبق في لبنان وهو النظام الليبرالي، ويؤمن ضوابط لهذا النظام بتواصله مع العالم”.
وأكد علامة ان “لبنان مر بمراحل ذهبية عندما كانت الليرة اللبنانية في “عزّها”، حيث تمكّن المصرف المركزي من الصمود طيلة الفترات السابقة حتى خلال الحرب الأهلية السيئة الذكر، قبل ان يضرب الإنهيار البلاد خلال الأربع سنوات السابقة والذي تلكأت السلطة السياسية عن السير بالإصلاحات للجمه “.
ولفت الى انه “لا شك ان المصرف المركزي لديه موجودات وإحتياطات وأملاك تتمثل بإمتلاكه لشركة طيران الشرق الأوسط وبعض المرافق الأساسية ومشاركته بشركة إنترا إضافة الى العديد من الأملاك والأراضي والموجودات في لبنان، بحيث يستطيع المصرف المركزي اذا أحسن إدارة هذا الموضوع وما لديه من موجودات ان يحقق نتيجة إيجابية. علماً ان هذا الموضوع لا يكفي اذا لم تواكبه سياسات مالية سليمة وسلطة تمارس الحوكمة بطريقة جيدة “.
وشدد علامة على ان “جزء من معالم الأزمة وتسريع عملية الإنهيار كان الهجمة التي شُنَّت على مصرف لبنان من قبل فرقاء سياسيين من الداخل والخارج حيث حاولوا تحميله كل الموبقات المالية التي حصلت طيلة الفترة السابقة، وقد استطاع المركزي الصمود في وجه هذه الازمة”.
واعتبر علامة ان ” مصرف لبنان لعب بعض الأدوار الإيجابية خلال الأزمة لا سيما على صعيد تمويل الدولة وعدم السماح بتفلّت السوق الحرة والحفاظ على الموجودات الكبرى اي الذهب والأملاك والشركات المالية التي تدور في فلك مصرف لبنان. ولكن طبعاُ كان هناك الكثير من الأمور التي تم تجاهلها ويجب فتح ملفها بالكامل”.
وقال علامة: “مصرف لبنان لا يزال بالنسبة للكثيرين في المنطقة نموذج يحتذى به لذلك يطلب منه أشخاص ليقوموا بدورات التدريبية وورشات عمل، ولكن المصرف المركزي اليوم عقيم ويتيم اذ لا يكفي ما يقوله الحاكم منصوري و”البروباغندا” التي يتّبعها كي يوحي ان الامور تسير بشكل جيد عبر التأكيد على عدم تمويل الدولة والعمل بمنصة بلومبرغ وغيرها من الأمور”.
وأضاف: “بعد الحملة الموجهة التي شُنّت على الحاكم السابق رياض سلامة لتحميله مسؤولية الانهيار كاملة، جرى حياكة سيناريو للإيحاء ان الحاكم الجديد ينقلب على المرحلة السابقة، ولكن أعمال المصرف المركزي تبقى تسير بنفس المسار الذي كانت عليه سابقاً”.
وأشار علامة الى ان “ما يقوله الحاكم منصوري جيد جداً وربما يعكس جزء من الحقيقة، ولكن دون شك عليه التطرق الى الملفات التي تتطلّب العلاج والمحاسبة كالمصارف والإستثمارات وكل الملفات التي شهدت عمليات هدر وإضاعة أموال بمئات ملايين الدولارات ولم يتم الحديث عنها بعد. فلنبدأ بها بدءاً من شركة إنترا الى بنك التمويل وكازينو لبنان وشركة الميدل إيست وغيرها”
Leb Economy