التغيّر المناخي يضرب العالم… فماذا عن لبنان؟

اليوم وفيما تتصدر الأحداث المناخيّة المُتطرفة ومستجداتها واجهة النقاشات والأخبار، في المنطقة العربيّة التّي شهدت ذروتها مؤخرًا، من فيضانات (كارثة مدينة درنة مثالاً) وموجات الحرّ والتّصحر وهطول الأمطار غير المنتظمة.
فهل لبنان اليوم مُهدد بخطرٍ مناخيّ داهم، تتناسل عنه المزيد من الأزمات، التّي لا سبيل لمواجهتها؟

وإلى هذا الحدّ، فهل من الممكن أن يتعرض لبنان وتحديدًا المدن السّاحليّة، وضمنًا العاصمة بيروت، لمثل ما شهدناه في ليبيا؟ لا يُنكر الباحث البيئي والمناخيّ والكاتب العراقيّ خالد سليمان، أن جميع المدن المشرفة على المسطحات المائيّة، مثل بيروت، مُهددة أن تتعرض لما يشبه الفيضانات التّي حصلت في ليبيا (والتّي لا يتمّ الحديث عنها في الصحافة العربيّة والوعيّ العربيّ، كما في الصحافة العالميّة منذ عقود)، قائلاً: “وهنا لا علاقة للعقاب الإلهي، بل المهم فهم الأمور في سياقٍ بيئيّ ومناخيّ بحت، وتدارك تأخرنا عن ركب التّوجه العالميّ، للإدارة المرّنة للمدن، وتحديدًا البنى التّحتيّة، الصرف الصحيّ، والشبكات الجوفيّة ومقدرتها على مقاومة الظواهر المتطرفة مثل الفيضانات”.

ونتيجةً لواقع وجود لبنان، في المنطقة المسماة باللّغة المناخيّة: المنطقة السّاخنة، فإن تغيّر المناخ، سيؤدي حتمًا لتعطيل أنماط الطقس التّقليديّة وتوافر الموارد، ما قد يدفع لبنان نحو الهوّة الكالحة التّي تحتضن جميع الدول التّي تعطلت أدوارها المحوريّة وهويتها البيئيّة الطبيعيّة، وأنواع المزروعات والإنتاج، وحتّى الأدوار الاجتماعيّة، بفعل اختلاف المواسم والفصول، كما بالتأرجح المستمر في معدلات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحر.