كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv: تُعاني فئة كبيرة من الشباب في لبنان من ظاهرة اجتماعيّة باتت أشبهُ بـ”فوبيا” أو خوفٍ كبيرٍ من المُستقبل. والمُستقبل بالنسبة لغالبيّة الشباب يعني تحقيق الطموح على الصّعيدين المهني والخاصّ لجهة الاستقرار المادي وتأسيس عائلة، إلا أنّ الأزمة التي لا تزال تُخيِّم على لبنان ضربت طموح وأحلام الكبار والصّغار في الصّميم.
“فوبيا الارتباط” هي واحدة من مفاعيل الأزمة على جيل بأكمله في لبنان وخصوصاً الرّجال الذين باتوا يحسبون ألف حسابٍ قبل الإقدام على خطوة الارتباط الأبدي أو الزواج. فما أسباب هذه الظاهرة؟
تعتبرُ مدرّبة تطوير الذات مونيك خطّار أنّ “الخوف من الارتباط يُمكن أن ينجم عن أسبابٍ اجتماعية أم نفسيّة، فمن الناحية الاجتماعيّة، باتت الكثير من الأمور تُعتبر ضرورية بالنسبة للشباب كالاستقلال والاستقرار المادي وتحقيق الذات خصوصاً لدى المرأة، لذا لم يعُد الزواح أوليّة كالسّابق”، لافتةً، في مُقابلة مع موقع mtv، الى أنّ “الأزمة المعيشيّة والوضع الاقتصادي يؤثران بصورة كبيرة أيضاً، فمن جراء ما نعاني منه في لبنان، رجالٌ كثر باتوا يعتبرون أنّ لا قدرة مادية لديهم للارتباط وتلبية متطلبات الشريك خصوصاً بعض النساء اللواتي يعتبرن المال أولوية، فضلاً عن تحمّل مسؤولية عائلة في المستقبل”، وتُضيف: “الاستقرار المادي مهمّ جداً لدى الرجل في مجتمعاتنا، فهوا كالميزان في حياته وهو الذي يعطيه راحة ويُشجّعه على الارتباط”.
ولكن ما هي الأسباب النفسيّة لهذا الخوف؟ تُجيب خطّار: “قد يكون الخوف من الارتباط هو نتيجة تربية سيّئة وخاطئة أثّرت على نفسيّة الفرد لجهة تفكيره بأنه غير مخوّل للارتباط والزواج لانه لم يحصل على العاطفة والاهتمام الكافيَين في طفولته، ما حرمه من الثقة بأنه قادر على تحمل مسؤولية الارتباط، كما أنّ العلاقة بين الأم والأب تؤثر بطريقة مباشرة على الأولاد، وإذا كان الطفل يعيش مع والدين علاقتهما غير سليمة ويتشاجران باستمرار، فذلك سيزرع في فكر الولد صورة سيئة عن الزواج وسيحملها معه الى المستقبل”، مُردفةً “هناك سببٌ نفسي إضافي وهو الخوف من الفراق، ففي حال عانى الشاب أو الشابة في طفولتهما من فراق فرد عزيز، فهذا الأمر سيُخيفه من الارتباط لأن الارتباط قد يعني التعلّق بشخص واحتمال خسارته”.
كثرٌ يتزوّجون في لبنان، وكثرٌ أيضاً لم يعد الارتباط ضمن أولوياتهم في بلدٍ لا نعرف ماذا تخفي كلّ ساعة فيه لنا. خوفُ الارتباط هو واقع نعيشه مع تبريرات كثيرة، إلا أن السّؤال البديهي الذي أصبح لسان حال كلّ شاب وشابة… كيف نرتبط في بلدٍ لم يعد يربطنا فيه شيء؟