هل تنسجب الحفارة من البلوك 9؟
ما مصير النفط في لبنان بعد تأكيد شركة توتال أن لا غاز في البلوك رقم 9؟ سؤال يتبادر إلى الذهن مباشرة لا سيّما أن مناقصة بلوكين إضافيين لم تصدر نتائجها بعد, وهل يتم تلزيمها للشركات نفسها؟ وهل فعلاً ضغوط سياسية أفضت إلى إعلان توتال عدم وجود غاز؟ لا سيّما أن المياه بين كاريش الغني بالغاز وقانا هي مياه مشتركة.
تذكّر الخبيرة في شؤون النفط والغاز لوري هايتيان في حديث إلى “ليبانون ديبايت” بما أعلنه وزير الطاقة وليد فياض وكما صدر في البيان بأن أعمال الحفر في بلوك رقم 9 توقّفت والنتيجة هي عدم وجود إكتشاف، ولكن وفق البيان فإن العينات التي تم أخذها من البئر ووفق المعطيات التي يمتلكونها تبدو إيجابية وهي من الممكن أن تسمح بأن يكون هناك أعمالا في وقت لاحق، ولكن الوزير لم يعلن متى هذا الوقت اللاحق مشيرة إلى كلام إعلامي عن إمكانية إجراء محادثات إذا أرادت توتال تكملة مهامها ولكن من المؤكد ليست في الوقت الحالي.
أما ما هي المعطيات الإيجابية فهي تعني وفق تفسير هاتيان أن الشركات اليوم سوف تأخذ التحاليل التي أجرتها، وبناء على نتائجها ستقرّر إذا كان هناك من داعي بأن تستمر بالأعمال وتبلّغ الحكومة إذا كانت لديها النية بإستكمال الحفر في بلوك 9.
وترى أنه من المفترض إبلاغ الدولة اللبنانية ماذا ستفعل هذه الشركات في البلوك 4 والذي من المفترض أنه تحسم هذا الشهر من خلال إبلاغ الدولة اللبنانية, إذا ستتخلى كليًا عن بلوك 4 أو جزئيا أو تكملة بعض أعمال التنقيب أي إستكشاف إضافي، وبالنسبة لبلوك 9 كذلك يتوجب عليها إبلاغ الدولة المخططات المتعلّقة به هل ستكمل أعمال الحفر به؟ وبأي وقت؟ أو ستتخلى كليًا أم جزئيًا؟.
وتشير إلى ضرورة معرفة قرار الدولة بما يخص العرضين المقدمين من قبل “توتال” على بلوك 8 و10 ، وكما هو معلوم فإن جولة التراخيص الثانية تم إقفالها بـ 2 تشرين الأول 2023 وشركة توتال وشركاءها تقدموا بعرضين بشأن بلوك 8 وآخر بشأن بلوك 10.
لذلك ترى أن على الحكومة اليوم النظر بهذين العرضين وأن تقرر إما أن ترفضهما وإما تقبل بهما مع تعديلات تقترحها على الشركات وهنا يعود الأمر إلى الشركات إذا كانت ستوافق أم لا بالتغييرات أو بالتعديلات التي تطالب بها الحكومة، وعلى ضوء كل ذلك سنعلم ماذا سيكون مصير قطاع الغاز والنفط في لبنان في المدى القريب.
وتجدد التذكير أنه بالنسبة للحفر في البلوك 9 إنتهى الموضوع، والنتيجة لا نفط ولا غاز، وتقول: لكن بالنسبة للقطاع ككل لدينا هذه المعطيات وعلى ضوء الأجوبة, نعلم إلى أين نحن ذاهبون وما مستقبل النفط والغاز في لبنان.
وهل تنسجب الحفارة من البلوك 9؟ تؤكد أن الحفارة ستنسحب فعملها إنتهى ومن المفترض أن تنقل إلى قبرص لأن لديه عمل مع شركة أني” في قبرص لتنجز أعمال وبالتالي نحن منذ البداية قلنا بأن هذه إسمها حفارة لتستكشف وليس حفارة إنتاج وحتى لو وجدت غاز كانت ستذهب لأن خطة الإنتاج وتطويره تأخذ وقت.
وما هو التفسير العلمي لعدم وجود الغاز في قانا رغم وجوده في كاريش؟ توضح أنه إذا كان الحقلين قانا وكاريش مرتبطين ببعضهما جيولوجيا شيء وإذا لا فشيء آخر، فالجغرافيا ليست كما الجيولوجيا، فلا يعني أنه إذا تواجد الغاز ببلد يجب أن يكون ببلد ثاني وبذات الكمية لذا دائما يلجأون لحفر إستكشافي ويأخذون دراسات من أجل إعادة تطبيق نتائج الحفر ليكون لديهم رؤية أوضح ما هو موجود تحت المياه وهذا ما ألمح إليه بيان وزارة الطاقة.
هل يمكن أن يكون الموضوع مرتبطاً بالسياسة؟ ترى أنه عندما يحصل سوء إدارة لتوقعات المواطنين مع الكلام من السلطة أو الأحزاب عن وجود كميات كبيرة من الغاز في قانا بالتأكيد سيكون هناك صعوبة للمواطن بأن يصدق بشكل تقني وعلمي بأنه من الطبيعي أن يحصل الحفر وتكون النتيجة سلبية، وهذا ما حذرنا منه منذ البداية بأن لا يزيدوا التفاؤل غير المبني على شيء، فقط الحفر هو من يؤكد إذا كان هناك نفط أم لا. لذا المواطن سيتعصب أن يصدق علميًا ولكن من يفهم بالقطاع سيعلم بأن هذا الشيء عادي ومن الممكن أن يحصل.