صيغتان للتمديد لقائد الجيش… وميقاتي مرتاح!

أسبوعان على إنطلاق عملية “طوفان الاقصى”، والعالم كله في حال ترقب وانتظار، فالصورة غير واضحة لما ستقدم عليه إسرائيل لرد بعض من اعتبارها، بعد النكسة المعنوية والأمنية التي أُصيبت بها، رغم أن واقعها العسكري وآلتها العسكرية لم تخدش، رغم قناعة الجميع أن تل ابيب وحلفاءها سيغرقون في مستنقع محور المقاومة “الغزاوي” الذي سيكون من الصعب الخروج منه، خصوصا ان خلايا نائمة لحماس واخواتها لا تزال منتشرة في غلاف غزة وبعض مناطق الـ “48”.

وعلى وقع تسارع دعوات عدد كبير جدا ًمن السفارات العربية والغربية لمواطنيها بوجوب مغادرة لبنان فوراً، وفيما كثف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إتصالاته ولقاءاته الديبلوماسية، لتحييد لبنان عن الصراع، تقدمت المشهد قمة القاهرة للسلام، التي بحثت في حلول واقعية للحرب المحتدمة بين “اسرائيل” وحركة حماس، رغم أن لا آمال كثيرة وكبيرة تعلق على القمة، لكن الاكيد انها قد تفتح كوة في الجدار المسدود، وقد تؤسس لوساطة مستقبلية ما.

وفيما تسود نظرة تشاؤمية إلى مسار الاحداث استنادا الى المعلومات والمستجدات من حديث عن وقف التامين الخاص بشركة الميدل ايست، ونقل اسطول طيران الشرق الاوسط الى تركيا، تزامنا مع الحديث عن رفع التأمين على البواخر المتجهة الى لبنان، واول غيث ذلك باخرة محملة بالمازوت، عادت ادراجها خلال الساعات الماضية، في إطار “حصار” ادرجته مصادر متابعة تحت عنوان الاستباقي، وللضغط لعدم دخول لبنان الحرب.

إلا أنه إزاء هذا الواقع المأزوم، تدور تحت الطاولة اتصالات على أعلى المستويات بين الداخل والخارج للحفاظ على الحد الأدنى من مكونات الدولة، حيث علم أن صيغتين للتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون في اليرزة، حتى العام 2026، قد وضعتا على نار حامية، الأولى، نيابية، والثانية، “محلية قانونية” لا تزال غير مكشوفة المعالم وإن كانت تستند إلى مواد في قانون الدفاع الوطني.

وتكشف المصادر أن مسؤولاً غربياً زار لبنان خلال الساعات الماضية في مهمة انيطت بالسرية، إلتقى خلالها عدداً من الشخصيات السياسية، كشف النقاب عن أن ثمة محاولة في الكواليس لتمرير انتخاب رئيس للجمهورية، قدرت امكان “نفاذها” بالخمسين في المئة، علما ان الفترة المقدرة لا تتعدى نهاية الشهر الحالي، وأن شرطها الأساسي عدم إحداث تغيير في التوازنات القائمة راهنا، غامزا من قناة ارتباط هذه الخطوة بمدة التمديد “للقائد”.

وتتابع المصادر بأن زوار رئيس حكومة تصريف الأعمال ينقلون عنه أجواء ارتياح، دون أن يفصح عما إذا كان ثمة ضمانات دولية تصب في هذا الاتجاه، خصوصاً أن لبنان الرسمي الذي تمثله راهنا السراي، قد أعلن صراحة أنه ليس حكومة حرب، مشيراً أمام زواره إلى أن الإجراءات التي طلب الى الادارات إتخاذها، هي وقائية احترازية، مؤكداً أن ملف النزوح السوري لا يزال يتقدم الاولويات، ومن أجل ذلك فإن وفداً أمنياً-سياسياً سيزور دمشق خلال الايام المقبلة لبحث الإجراءات الممكنة، ملمحاً إلى أن ثمة “قبة باط” دولية في هذا الإتجاه، و “تغطية” غربية لهذه الخطوة.