جعجع الهارب إلى انتصارات زائفة!

في 7 تشرين الأول وقع حدث فريد لم يشهده تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ ما يقارب الـ 100 عام تقريباً، والذي هزّ هذا الكيان فيما لم يهز شعرة واحدة في رأس رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع.

ففي هذا التاريخ المفصلي من حياة المنطقة إنشغل الدكتور جعجع بانتصار طلاب في انتخابات جامعية حقّق فيه طلاب القوات فوزاً بات روتيناً في الحياة الأكاديمية، وأهمل من حساباته ما يمثّله الحدث الأبرز على أرض غزة والذي سيغيّر بتداعياته وجه الشرق الأوسط برمته.

انشغل جعجع الجالس على رابية معراب في برجه العاجي بأمر استثنائي غير آبه لما يمكن أن تحمّله الحرب في غزة وعلى الحدود اللبنانية من أبعاد خطيرة تمسّ الوجود اللبناني أولاً والوجود المسيحي ثانياً والذي بدأت تباشيره من غزة مع تحذيرات الكنيسة هناك حول ما يحاك للمسيحيين في المنطقة من خطط تهجيرية للقضاء عليهم.

المدافع اليوم عن السيادة والإستقلال جلس صامتاً في السابق عن موجات النزوح السوري حتى شكّل قنبلة تكاد اليوم تنفجر في أي لحظة، وهو ينشغل اليوم عن ما يحاك للبنان والمنطقة بانتصارات زائفة، ويستمر في التصويب على خصومه السياسيين في الوقت الذي يجب أن ينزل من معراب إلى أرض الواقع ويسعى إلى شد أزر شركائه في الوطن دفاعاً عن بلد يواجه خطراً وجودياً محدقاً.