أكد الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي، أن “الحراك الديبلوماسي الغربي باتجاه لبنان إلى تحرّكات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إنّما يصبّ لمنع دخول لبنان في حرب تعتبر بالنسبة إليه بمثابة النهاية والزوال لجملة إعتبارات، وحيث البلد لا يتحمّل ضربة كفّ أو حادث سير فكيف بحرب ولا دولة ولا رئيس جمهورية أو مؤسسات”.
وإنتقد العريضي، “بعض المسؤولين السياسيين الذين يقولون، لقد كان هناك في حرب تموز 2006 جاك شيراك وحسني مبارك, والملك عبدالله، لذا أقول لهولاء صحيح ولكن هناك اليوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يدافع دفاعاً مستميتاً عن الفلسطينيين في غزة، ولا يقبل إلا بحل الدولتين وتنفيذ قرارات الأمم المتحدّة”.
وأضاف، “لذا كفى مزايدات ومغالاة في دعم القضية الفلسطينية لأنها تهمّ كل اللبنانيين والعرب، إنما ما يجري اليوم حفلة تكاذب لا مثيل لها، فليهتموا بناسهم وبأبناء هذا البلد, حيث فقدوا كل شيء, أموالهم في المصارف، ولم يعد هناك من شيء إلا وذهب أدراج الرياح”.
وفي سياق آخر، كشف العريضي، بأن “البعض في لبنان تلقّى إتصالات من مسؤولين أميركيين وفرنسيين في الأيام الماضية, موأداه انتبهوا إذا دخلتم الحرب، هذه المرة لن تجيدونا إلى جانبكم لأن الأمور تبدّلت وتغيّرت ووجه المنطقة ذاهب نحو هيكلية جديدة، فإذا أحسنتم إدارة شؤون هذه المرحلة نجا لبنان وإلا ستجيدون الكارثة قد حلّت على كل البلد, لأن المعلومات والمعطيات المتوفرة، أي حراك عسكري من الأراضي اللبنانية، سيكون نهاية لبنان، فهذه المسألة لم تعد تقبل الإعتبارات والخصوصيات”.
أكّد العريضي، أن “كافة المسؤولين تمّ إبلاغهم من رئيس الحكومة، إلى رئيس مجلس النيابي نبيه بري وسواهم، بما فيهم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب, بأنه يجب على الدولة اللبنانية أن تكون حذرة إلى أقصى الدرجات، لأن الآتي أعظم بكثير عما نشهده اليوم في غزة”.
وحول ما يثار عن إعادة تحريك الملف الرئاسي، قال العريضي: “نعم هذه المسألة طرحت خلال الحراك الأخير لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتحديداً في بنشعي مع رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية، وثمّة مفادين غربيين وسفراء تمنوا أن ينتخب الرئيس في هذه المرحلة كي يواجه الأعباء ومواجهة التحديات التي تحيط بلبنان”.
واعتبر أن “حرب غزة ليس كما قبلها رئاسياً, فهناك إعادة خلط أوراق، والمعركة حتى الآن هي بين قائد الجيش العماد جوزاف عون وفرنجية، وصولاً إلى مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري، إلى الخيار الثالث الذي طرحه سيّد بكركي والنائب غسان سكاف، وهو الدكتور حبيب الزغبي والوزير السابق زياد بارود”.
ولفت العريضي، إلى أن “ما يملكه من معطيات وأجواء من بعض الدبلوماسيين العرب، وسواهم بأن الأيام المقبلة بمثابة بداية العد العكسي لتغيير وجه المنطقة، وصولاً إلى التسويات الكبرى، ولكن الحرب طويلة وسنشهد أياماً قاسية جداً على كافة المستويات ولبنان ليس بمنأى عنها، وإذا تجاوز هذه الأيام وتجنّب لحرب سينجو، وإلا سنكون أما نهاية البلد، وأقول ذلك ليس من باب التشاؤم والتهويل، ولكن لبنان لا يتحمّل ضربة كف، لذلك اتعظوا قبل خراب البصرة”.