هل لا يزال القرار 1701 قادراً على حماية لبنان؟

مع دخول العدو الإسرائيلي مرحلة الغزو البرّي لغزة، وما يمكن أن ينتج عن هذه المغامرة من إرتدادات على الواقع اللبناني، يكاد لا يخلو أي تصريح أو موقف دولي وعربي ومحلي من التذكير بالقرار الدولي الرقم 1701. وهذا ما يسمعه المسؤولون الذين يتواصلون مع الخارج للحؤول دون استدراج لبنان إلى حرب قد تذكرّ العالم، من حيث آثارها، بمدينة ستالينغراد إبان الحرب العالمية الثانية. يقولون لنا “اذهبوا وطبّقوا هذا القرار”.
فيما الجواب الطبيعي والتلقائي هو: لماذا لم يساعد العالم لبنان على تطبيق ما جاء فيه، ولماذا تخّلى العالم عن مسؤولياته. ولو أن دول العالم، التي أصدرت هذا القرار، وقفت إلى جانب لبنان، وساعدت القوى الشرعية على بسط سيطرتها كاملة على جنوب خطّ الليطاني، ولو أنها ضغطت على إسرائيل لوقف خروقاتها البرّية والجوية والبحرية، وانتهاك السيادة اللبنانية، صباحاً ومساء، لما كان لبنان اليوم يقف على فوهّة بركان لا يعرف أحد متى سينفجر، مع ما سيتركه من دمار، وخراب، ومآسٍ، وويلات.

وفي انتظار ما سيعلنه الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، في أول إطلالة له بعد “طوفان الأقصى”، في ضوء آخر المستجدات في غزة، تتكثّف الإتصالات المحلية والدولية والإقليمية لتجنيب لبنان ما لا طاقة له على تحمّل نتائج الحرب، التي باتت على قاب قوسين أو أدنى، مع التذكير بأن القرار 1701 هو الملجأ الأخير للبنان الرسمي، مع العلم أن هذا القرار الصادر عن مجلس الأمن في جلسته المعقودة في ١١ آب ٢٠٠٦، أتى من حيث الترتيب العددي السابع بعد ستة قرارات هي: 425 (1978)،426 (1978)، 520 (1982)، 1655 (2006)، 1680 ( 2006)، 1697 (2006). وما جاء في هذا القرار وفي ما سبقه من قرارات أممية، أعرب فيه مجلس الأمن عن “بالغ قلقه إزاء استمرار تصعيد الأعمال القتالية في لبنان وفي إسرائيل”، وأكد على “ضرورة إنهاء العنف”، وإدراكاً منه لمسؤولياته في المساعدة على تأمين وقف دائم لإطلاق النار وإيجاد حل طويل الأجل للصراع، رأى “أن الحالة في لبنان تشكل تهديدا للسلام والأمن الدوليين”.

لذلك قرر الدعوة إلى “وقف تام للأعمال القتالية، يستند بصورة خاصة إلى وقف حزب الله الفوري لجميع الهجمات، ووقف إسرائيل الفوري لجميع العمليات العسكرية الهجومية”، وأكد ” أهمية بسط سيطرة حكومة لبنان على كل الأراضي اللبنانية وفق أحكام القرار ١٥٥٩ (٢٠٠٤) والقرار ١٦٨٠ (٢٠٠٦)، والأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف، وأن تمارس كامل سيادتها، حتى لا تكون هناك أي أسلحة دون موافقة حكومة لبنان ولا سلطة غير سلطة حكومة لبنان”. ودعا “إسرائيل ولبنان إلى دعم وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأجل استنادا إلى المبادئ والعناصر التالية: