تهافت الأهالي في منطقة النبطية على شراء السلع الغذائية الضرورية تحسّباً للمرحلة الأصعب المتوقعة. لم يترك «يوسف» علبة سردين وتونا إلا اشتراها، إضافة إلى كمية من العدس والأرز، يريد تجهيز مونته للأيام الصعبة. ورغم قلقه من حرب متوقعة، يشدّد على صموده في بلدته يحمر الشقيف التي تعرّضت لقصف صاروخي على أطرافها.
وقصدت «إبتسام» برفقة أمّها وشقيقاتها مراكز التسوق الغذائي في النبطية لشراء الضروريات وحاجياتهم المنزلية من حبوب ومعلّبات ومواد تنظيف وغيرها. تقول إنّ «ظروف الحرب صعبة، خصوصاً أنّنا نمر في أوقات عصيبة، ونعيش حرباً اقتصادية خنقتنا، ومساعدات الدولة غائبة، وإذا أُرسِلَت تُسرق».
في السوبر ماركت تعاين قلق الناس وخوفهم، أتوا على عجل لشراء ما تيسّر لهم والذهاب الى منازلهم خشية وقوع الحرب في أي لحظة. تسمع أحاديثهم عن جدوى الحرب، وعن الخوف والنزوح. في إحدى زوايا السوبر ماركت وقفت يُسرى تنتقي بعض الضروريات، تبدو قلقة، قالت: «نضطر للتموّن، رغم كل ظروفنا الاقتصادية الصعبة، فحين تقع الحرب لن نجد من يسأل عنا، سنتحمل كل تبعات الأيام المقبلة، فلا دولة جاهزة، ولا أحزاب ستلتفت إلينا». وأضافت أنّ «الحرب يدفع ثمنها الفقراء فقط، أمّا الأغنياء فقد حجزوا شاليهات أو منازل في المناطق الآمنة، لذا لن نترك بلدتنا، سنصمد».
منذ أيام تشهد المتاجر حركة تسوق لافتة، حتى أنّ أحد العاملين قال إنّ «الحركة غير مسبوقة، وناتجة من حالة الخوف والقلق»، مشدّداً على أنّه «لم يتم التلاعب بالأسعار، لأنّ ظروف الحرب المرفقة بحرب اقتصادية لا تسمح بمزيد من الإستغلال». لا يثق الناس بخليّة الأزمة الحالية إنطلاقاً من أنّ الدولة «مفلسة»، فكيف ستدعم الناس، فيما الجمعيات الأهلية لا تُدعم بالشكل المطلوب.
رمال جوني-نداء الوطن