لوحظ أن الطلب على الدولار في السوق الموازية, في الأيام الأخيرة إرتفع بنسب معينة, إلا أنه لم يؤثر على سعر الصرف، فهل من مضاربات في السوق السوداء تحاول اللعب بالاستقرار النقدي الذي يشهده هذا السوق منذ آذار الماضي؟ أم أن الأحداث الأمنية على الحدود الجنوبية دفعت بالكثيرين غلى طلب الدولار؟
في هذا السياق, رأى الخبير المالي والإقتصادي الدكتور أنيس أبو دياب، أن “هناك محاولات من خلال المنصات, لزيادة الطلب على الدولار, إلا أنها لم تصل إلى حدود الـ 20% كما يشاع”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال أبو دياب: “الهدف من ذلك, المضاربة وتحقيق الأهداف, إلا أن المصرف المركزي يراقب العمليات بشكل جيّد, حتى أنه لن يتكبّد خسائر وهذا أمر أساسي”.
وأكّد أنه “خلال اليومين الماضيين أصبح هناك زيادة طلب على الدولار, إلا أنه لا رقم دقيق عن النسبة التي وصل إليه, لا سيّما أن المصرف المركزي على الفور تدارك الأمور, وذلك بسبب المراقبة الدائمة لحجم الكتلة النقدية, فطالما خفّض حجم الكتلة النقدية, يمكنه السيطرة عليها ومراقبة حركتها”.
وشدّد على أن “محاولات المضاربة, قد تنعكس سلباً على سعر صرف الدولار, ففي حال تكرّرت المحاولات بشكل دائم ومستمر, بنهاية الأمر سيستنزف الإقتصاد, وستستنزف الكتلة النقدية, لذلك يجب المتابعة الحثيثة لهذا الأمر من المرجعيات الأمنية المختصة للمنصات لوقفها”.
ولفت أبو دياب, إلى أن “مصرف لبنان أمام تحدٍّ خطير اليوم, لا سيّما أن تراجع تدفقات العملة الصعبة للبنان بفعل تقلص السياحة, والوضع الأمني الحاضر, وعدم اليقين, خصوصاً ان استهلاك المواطنين ضعيف, وبالتالي الدولار شحيح في السوق, والعرض المتدني للدولار سيؤدي بشكل أو بآخر إلى تراجع بالقدرة الشرائية للعملة الوطنية, وإذا طالت الأمور على ما هي عليه, سنتعرّض لمخاطر أكثر”.