بعد القفزات الكبيرة التي سجلها سعر صرف الدولار مقابل الليرة مطلع العام 2023 حيث صعد من 43 الف ليرة إلى ما فوق الـ100 الف ليرة خلال فترة قصيرة، أضحى الحديث عن طباعة ورقتي الـ500 الف ليرة والمليون ليرة الشغل الشاغل لوسائل الإعلام والمواطنين، حيث كان هناك تأكيدات قبل أشهر قليلة على ان هذا الأمر أصبح حتمياً وسيتم في وقت قريب.
فلماذا لم تتم طباعة هاتين الفئتين من العملة الوطنية حتى الآن؟
وفي هذا الإطار، رأى الخبير في المخاطر المصرفية و الباحث في الإقتصاد محمد فحيلي في حديث لموقعنا Leb Economy أن “مصرف لبنان حالياً في موقع إدارة أزمة و ليس في موقع أن يتخذ قرارات أو يقوم بخطوات استراتيجية كطباعة ورقة الـ 500 ألف ليرة او المليون ليرة التي لها تداعيات سلبية كبيرة على الليرة اللبنانية و تُشبه الأجراءات التي اتخذها حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة في العام 1993 بعد الخروج من الحرب الأهلية .
ريعية والتنفيذية حالياً لا يسمح بإتخاذ قرار من هذا النوع”.
ولفت فحيلي الى أن “اللجان في مجلس النواب وافقت على طباعة عملة جديدة وليس الهيئة العامة في المجلس”، مشيراً الى أن “هذا الأمر بحاجة إلى قانون استناداً لقامون النقد والتسليف والمصرف المركزي وهو السلطة التنفيذية لتطبيقه”.
وإذاستبعد فحيلي أي إنعطافة استراتيجية في السياسة النقدية، أشار إلى أن “الهدف من طباعة أوراق نقدية من فئات عالية هو تخفيف من أعباء حمل أوراق نقدية كثيرة من قبل المواطن اللبناني لتسديد فواتير الإستهلاك على نقاط البيع”، مشيراً إلى “أن الدولرة شبه الكاملة للإستهلاك او لناحية الإيرادات والنفقات لدى التجار واتجاه الدولة لدولرة إيراداتها يخفف من أعباء حمل كميات كبيرة من الليرة اللبنانية، وبالتالي لم يعد هناك حاجة لطباعة اوراق نقدية من فئات كبيرة”.
المصدر: Leb Economy