ناس بسمنة وناس بزيت!
كان لافتاً خلال اليومين الماضيين التضامن الواسع مع الإعلامية في قناة العربية ليال الاختيار، بعد صدور مذكرة بحث وتحري بحقها على خلفية إجراءها مقابلة مع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
جميع الأحزاب السياسية “السيادية” ، من التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية والكتائب، تضامنت مع ليال الاختيار، ونواب مستقلين وناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ابدوا دعمهم للإعلامية اللبنانية التي أُستدعيت للمحكمة العسكرية، وهذا ليس خطأً أو عيبًا، على العكس تماماً.
لكن ما هو ملفت، أنه في الوقت نفسه هناك قضية مماثلة في المحكمة العسكرية تخص رئيس منظمة التنوع والحوار الاوروبية عمر حرفوش، المدعى عليه في المحكمة العسكرية بتهمة أنه تواجد في رحلة عام 2004 مع صحفية أميركية تحمل جواز سفر إسرائيلي.
لكن حرفوش الذي يناضل في سبيل حقوق الانسان والنهوض بلبنان، لم ينل أي دعم محلي على الإطلاق، لا من الأحزاب ولا حتى من النواب المستقلين، لا من المسيحيين ولا من المسلمين، وكأن التخلص من حرفوش غاية تريد المنظومة السياسية تحقيقها بمعزل عن انقسامها واختلافها.
يصح القول عن ليال الاختيار وعمر حرفوش أنهما “ضحية بسمنة وضحية بزيت”، لكن حرفوش لم ينتظر يوماً دعماً سياسياً أو معنوياً من أحدهم، يكفي أن كل الدول الديمقراطية اعلنت تضامنها معه باستثناء لبنان، وكما يقول هو بنفسه، “انا أفضل أن لا يتضامن معي العملاء الملطخة أيديهم بالدماء”.