دخلت ثقافة الـ”بلاك فرايدي” الأميركيّة إلى لبنان من الباب العريض، وطوَّرها اللبنانيّون إلى ما بات يُعرف بالـ”بلاك ويك” أو الأسبوع الأسود، فأصبح موعداً ينتظره المواطنون لشراء هداياهم وكلّ ما يحتاجونه بأسعارٍ مُناسبة قبل عيدي الميلاد ورأس السّنة. فكيف هي التّحضيرات لهذا الموسم؟
يشرح أمين عام الهيئات الاقتصاديّة ورئيس جمعيّة تجّار بيروت نقولا شمّاس، أنه “بدءاً من 7 تشرين الأول، سُجِّلت نقطة تحوّل وإنكسار في المسار الاقتصادي بشكل عامّ وفي القطاع التجاري بشكلٍ خاصّ ما انعكس حالة من الضياع والقلق في هذا القطاع، فالتجّار اليوم في حيرة لأنّ المتاجر لا تسجّل مبيعات بسبب الأوضاع الراهنة”، لافتاً إلى وجود توجّه لدى ثلثي التجّار لعدم المشاركة في الـ”بلاك فرايدي” لأنّ مدخولهم لا يغطّي نفقاتهم.
ويشير شمّاس الى أنّ الـ”بلاك فرايدي” “لاقى رواجاً كبيراً في السنوات الماضية وشهدنا عروضات مغرية والكثير من التنزيلات، إلا أنّ القدرة الشرائيّة للمواطن تراجعت، والمُستهلك اليوم ليس مستعدّاً لصرف أمواله، وهو يتسوّق ما يحتاجه من أمور أساسيّة فقط، أما التاجر من جهته، فهو غير مستعدّ لتكبّد أي خسارة”، مضيفاً “أمام هذا الواقع، فإن التجّار أصحاب المؤسّسات المتوسّطة غير متحمّسين للمُشاركة في الـ”بلاك يوك” الذي لن يكون بالزخم نفسه هذا العام”.
وفي السياق ذاته، يكشف شمّاس أنّ “العروضات والتنزيلات سوف تبدأ باكراً هذا الموسم وتحديداً بداية شهر كانون الأوّل لتحريك العجلة التجارية، والأمر المؤسف هو أنّ التجّار يبيعون في العادة 50 في المئة من بضاعتهم بسعرها الكامل و50 في المئة خلال التنزيلات، وهو ما لا يحصل خلال هذه الفترة بسبب الأوضاع، ويبدو أنّ حركة البيع ستكون خلال فترة الحسومات فقط”.