“تسويات ضخمة وحراك واسع”… العريضي يكشف ما سنشهده قريبًا!
كشف الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “تحريك الملف الرئاسي لم يأتِ عن عبث في ظل هذه الظروف الإستثنائية, حيث حرب غزة لا زالت قائمة وجبهة الجنوب مشتعلة والأمور قد تتطوّر إلى أخطر ما كانت عليه في السابق, لأن إسرائيل دولة عدوانية وتريد أن تقدّم شيئاً للرأي العام الإسرائيلي, وذلك باستمرار عملياتها العسكرية في غزة وفي الجنوب, إلى عمليات إغتيالات وسوى ذلك من السياسات العدوانية التي تنتهجها”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “بناء على ذلك, ودرءاً لأي إحتمالات قد يشهدها لبنان الطري العود, والحلقة الأضعف في المنطقة, فثمّة سعي ليكون للبنان رئيس جمهورية, على اعتبار, أن هناك تسويات كبيرة قادمة على المنطقة ولبنان جزء منها, ويجب أن ينتخب رئيسًا للجمهورية, ليواكب ويتابع هذه التسويات, وإن لم تكن قريبة, لأنها تأتي بعد حروب دامية وخراب ودمار, وهذا ما سنشهده بوقت ليس ببعيد للوصول إلى تلك التسويات”.
وأضاف, “من هذا المنطلق, تحرّك الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني, وحصلت إتصالات مع إيران, وأدركت الدوحة وسواها من اللاعبين الدوليين والإقليميين والعرب, أن حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون, لا زالت قائمة ولكن الصراع حول التمديد له أو عدمه, ذلك أثّر على حظوظه كثيراً”.
وتابع, “وفق المعلومات “الموثوقة” حزب الله لا يريد أن يُزعل حليفه رئيس التيار الوطني الحر, النائب جبران باسيل, ولا بكركي, بعد تقدّم العلاقات بينهما خلال الأيام الماضية, وإثر الزيارات المتبادلة, لا سيّما أن معظمها بقي بعيداً عن الأضواء, فأقنَعت باسيل أن يسير في التمديد للعماد عون مقابل أن لا ينتخبه حزب الله”.
واستكمل, “لذلك إرتفعت حظوظ مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري بشكل كبير, باعتباره على مسافة واحدة من الجميع, ويقوم بدوره على أكمل وجه في ظروف صعبة ومعقّدة, إن في الداخل أو على الحدود, ناهيك إلى إستمرار البطريرك مار بشاره بطرس الراعي تمسّكه بالمرشحين الذين طرحهم, وعاد النائب غسان سكاف في الساعات الماضية للحراك, متمسّكاً بمن رشّحهم, ويحظون ببركة بكركي, أي رئيس رابطة خريجي جامعة هارفارد الدكتور حبيب الزغبي والوزير السابق زياد بارود, دون إغفال أن إسم الوزير السابق والمحامي ناجي البستاني, لا زال أيضاً وارداً”.
وقال: “ذلك يعني, أن هناك حراك خليجي عربي دولي, ليكون للبنان رئيس لمواجهة تحدّيات المرحلة القادمة على لبنان”.
وفي هذا الصدد, كشف العريضي, أن “المملكة العربية السعودية تتحرّك أيضاً عبر سفيرها في بيروت وليد البخاري, عبر لقاءات يجريها مع سفراء عرب وأجانب وشخصيات لبنانية, أما في الموضوع الرئاسي, فقد حسمت المملكة خيارها”.
وهذا ما يؤكّده أحد الديبلوماسيين السعوديين, بما معناه نحن لا نضع فيتو على أي شخصية لبنانية, بما فيها النائب السابق سليمان فرنجية, وحدّدنا مقاربات ومواصفات, ونقطة عالسطر, لن ندخل في الزواريب واللعبة السياسية الداخلية اللبنانية, التي هي شأن اللبنانيين, لكنّنا مع إنتخاب رئيس الجمهورية اللبناني الماروني المسيحي العربي, فهذا بالنسبة إلينا خط أحمر, إضافة إلى ضرورة تحصين إتفاق الطائف في هذه المرحلة في أكثر من أي وقت مضى, في ظل ما يشهده لبنان من متحولات ومتغيرات, حيث الحرب على جبهته الجنوبية, وهناك حالة إنقسام ما يعني أن الطائف لا زال هو الضامن للسلم الأهلي.
وأشار إلى أن “زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان, لم تكُن كما زياراته السابقة, إذ هو قادم من السعودية, حيث يمثّل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كمستشار له في تطوير مدينة العلا الأثرية, وبالتالي يحمل في جعبته ملفّين أساسيين, تحذير لبنان من الدخول في الحرب, لما يشكّل ذلك من حالة دمار وخراب شاملة في وقت أنه سيطرح الملف الرئاسي دون أن يكون هناك جديداً|”.
وخلُص العريضي, بالتأكيد على أن “لودريان سيلتقي بالسفير بخاري وبالموفد القطري, والزيارة منسّقة مع أعضاء اللجنة الخماسية, لكن هل تكون “تيتي تيتي متل ما رُحتي متل جيتي”, بالنسبة لزيارة لودريان, ذلك ما سيتحدّد في الأيام المقبلة, إلا ان المعلومات تؤكّد ان هناك خرق حصل على ضرورة تمرير الإستحقاق الرئاسي ضمن توافق دولي إقليمي, وتحديداً خليجي, نظراً لما هو قادم على لبنان والمنطقة”.