رأى أمين سر “مستقلون من أجل لبنان” الدكتور رافي مادايان أنه “لا بد من ربط حرب غزة بمشاريع كبرى في الشرق الأوسط وبالخط الهندي الذي ينافس طريق الحرير، مما يظهر تنافساً إقتصادياً بين إقليمين إقتصاديين، وهذا التنافس شهد بوادر تطبيع للعلاقات السعودية الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية، نسفته حماس بعمليتها”.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال مادايان: “هناك الكثير من الدول المتضررة من الممر الهندي، وهناك تقاطع بين إيران وتركيا وحماس، كذلك هناك شعور باليأس والإحباط لدى الشعب الفلسطيني، لذلك قامت حماس بعمليتها التي أعادت القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية، قضية شعب ضد آخر إستعمار في العالم.”
وتابع، “أسقطت هذه العملية النظرية الأمنية لإسرائيل، كما أسقطت هيبة الجيش الإسرائيلي الذي فقد حوافز القتال، في وقت أصبحت فيه الدولة الإسرائيلية مفككة يغلب عليها التناحر الداخلي والتمييز العنصري والطبقي، والحلم الصهيوني بدأ بالتلاشي”.
ولفت إلى أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول إطالة أمد المفاوضات وتجديد الهدنة لأجل إسترجاع أكبر عدد من الأسرى، ولتتحول إلى وقفٍ لإطلاق النار بسبب فشل العملية العسكرية التي لم تحقق أهدافها، وقد نصل إلى مفاوضات كمفاوضات العام 1974 بين مصر وإسرائيل، وإلاّ سيكمل نتنياهو حربه رغماً عن إرادة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تقف على أبواب إنتخابات رئاسية”.
وأكد أن “الإسرائيلي يريد السيطرة على آبار النفط، وبالتالي يريد ترتيبات أمنية شمال غزة التي ستحصل نتيجة المفاوضات وموازين القوى، في المقابل تريد حماس تبييض السجون”.
وإعتبر أن “الغزاويين إستفادوا ميدانياً من خبرة حزب الله في بناء الأنفاق في الجنوب، الحزب الذي مارس حرب إستنزاف ضد إسرائيل، فدمر خلالها ما يفوق الـ 60 موقعاً قتالياً بالإضافة إلى عدد كبير الآليات والجرحى والقتلى كما هجّر المستوطنات، علماً أنه لم يُظهر قوته القتالية الفعلية كاملة”.
وإستبعد مادايان “حصول حرب في جنوب لبنان، فالإسرائيليون عاجزون عن فتح جبهة ثانية، كما أن إطالة أمد الحرب قد يهدد مصادر النفط في الشرق الأوسط، وهذا ما تتجنبه الولايات المتحدة، إضافة إلى أنه كما للعدو القدرة على ضرب لبنان، لحزب الله القدرة على الردّ على مختلف المناطق الحيوية في إسرائيل، وبالتالي التهديدات الموجهة إلى لبنان تعتبر فارغة، علماً أن الحزب يتعاطى مع الموضوع بعقلانية كي لا يحمّل لبنان أكثر من طاقته”.
وختم مادايان بالقول: “نحن نعلم جميعاً أنه ما أن يتم القضاء على حماس، سيكون حزب الله هو التالي، لذلك هو مضطر لدعم غزة لأن في ذلك مصلحة إستراتيجية، وعندما يتمكن لبنان من بناء جيش قادر ومسلح بشكل كافٍ، يمكن عندها الإستغناء عن سلاح حـ.زب الله”.