“فيروسات” تجتاح لبنان… هل من داعٍ للهلع؟!
تنتشر فيروسات خطيرة عبر العالم مما يتسبّب بقلق داخلي من إحتمال وصولها إلى لبنان، لا سيّما بعد التحذيرات من منظمة الصحة العالمية، ولكن لا يقتصر الأمر على هذه الفيروسات التي تنتقل بين الدول, بل ما تتسبّبت به الأوضاع الداخلية من إستفحال إنتشار فيروسات موسمية لعجز المواطنين عن تلقي اللقاحات الضرورية.
في هذا الإطار, رأى النائب والدكتور عبدالرحمن البزري, أن “مما لا شكّ فيه, أن فصل الشتاء بشكل عام, هو مناسبة لإنتشار العديد من الفيروسات التنفسية التي تسبب إلتهابات في الاجهزة التنفسية العِلوِية, أي البلعوم, الحنجرة, الأنف, والقصبات الهوائية, وصولاً إلى إلتهاب الرئتين”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال: “هذه الفيروسات تستفيد من برودة الطقس, والإزدحام, ومن نشاط المواطن داخل الغرف المغلقة وسهولة إنتقالها في هذه الأجواء”.
وأضاف, “موسمياً هناك, الإنفلونزا الموسمية التي تظهر بين شهر تشرين أوّل ونهاية شهر أذار, وهنالك ما يسمى بـ Respiratory Syncytial Virus, وهو يصيب الصغار بشكل عام, لكنه قد يصيب الكبار, إضافة إلى فيروس كورونا الذي أيضاً بإمكانه الإستفادة من فصل الشتاء ولو أنه ليس فيروساً موسمياً”.
وتابع, “هناك أيضاً فيروسات موسيمية أخرى تسبّب الرشح العادي, كالكوريزا وغيرها من الفيروسات الأخرى التي تزداد نسبة حدوثها في هذه الأيام”.
وأشار إلى أن “لبنان يعاني اليوم من عودة ظهور فيروس الحصبة, وإستمرار ظهور الفيروس المسبب للريقان, أي إلتهاب الكبد الصفراوي من نوع (أ), وذلك لأسباب عديدة”.
وقال: “الحصبة عادت للظهور بسبب إنخفاض نسبة التلقيح مقارنة بالسنوات الأخرى, وهذا الأمر مرتبط أولاً بظهور فيروس كورونا, لأن الكثير من المواطنين نتيجة الكورونا لم يأخذوا أطفالهم إلى مراكز الرعاية الصحية الأولية للتلقيح, ثم بسبب المشكلة الإقتصادية التي دفعت بالمواطنين لإهمال عملية تلقيح اطفالهم بسبب كلفة النقل وغياب وسائل النقل العامة”.
واستكمل, “أما عن سبب إنتشار إلتهاب الكيد اليرقاني من نوع (أ), فإنه ينتشر بسبب تلوّث المياه وعدم سلامة الصرف, وعدم سلامة المياه التي يستخدمها الإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر, كتلك التي تسقي الخضار والحيوانات”.
ولفت إلى أن “هذه الأسباب أدّت منذ سنتين إلى ظهور بكتيريا الكوليرا, وهي أحد الأسباب الرئيسة التي أدت إلى إزدياد في نسبة الإصابات بإلتهاب الكبد من نوع (أ), وهنا تحتاج السلطات الصحية اللبنانية, إلى إعادة التركيز على سلامة إعادة الصرف الصحي وسلامة المياه المستخدمة لدى الإنسان بصورة مباشرة أو غير مباشرة, إضافة إلى إحتمال إستخدام اللقاحات المتوفّرة ولكنها ليست روتينية في لبنان”.
وعليه, أكّد البزري, انه “لا داعي للهلع, لكن علينا أن نعيد التفكير جديّاً, بإعادة تلقيح الأطفال, والإستفادة من اللقاحات الجيدة النوعية والمجانية التي يوفرّها نظام الرعاية الصحية الأولية الذي ينسّق مع وزارة الصحة, إضافة إلى ضرورة التنبّه لتلقيح بعض المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة أو بنقص المناعة, بتلقيحهم ضد فيروس الإنفلونزا, حتى لا يصابوا بأنفلونزا شديدة”.
وعاد أكّد في الختام, أنه “لا داعي للهلع, ولكن علينا العمل بشكل جدي لترميم نظام الصرف الصحي سلامة المياه, ولإعادة نسبة التلقيح إلى ما كانت عليه سابقاً قبل ظهور كورونا, إضافة غلى ضرورة التركيز على نظام الترصّد الوبائي من أجل متابعة ما يحدث وتسجيل أي إصابة يمكن منعها بواسطة اللقاح أو أمراض تنتقل بالعدوى من إنسان إلى آخر”