يؤكد المُحلّل السياسي جورج علم، أن “زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان هي زيارة مرحب بها لأنها تثبت أن هناك دولًا كبرى لا تزال تعير لبنان أهمية، ويجب ألا ننسى بأن فرنسا لها مصالح حيوية في لبنان، وبالتالي هي حريصة على تلك المصالح من خلال إستقرار لبنان وديمومة وحدته ونظامه الديمقراطي”.
ويوضح في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، أن “فرنسا لديها العديد من المبادرات تجاه لبنان منذ إنفجار مرفأ بيروت لكن لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ، نظراً إلى الكيديات السياسية اللبنانية التي عطّلت ليس فقط المبادرة الفرنسية بل كل المبادرات التي جاءت لمساعدة اللبنانيين على ملء الفراغ”.
ويقول: “أنا لا أعلم إن كان لودريان يحمل مبادرة هذه المرة أم أن زيارته هي فقط لحث اللبنانيين على ملء الفراغ الرئاسي، لكن أعود وأؤكد على أمرين إن لم يكن هناك أي تفاهم لبناني لبناني فكل المبادرات الخارجية لن تؤدي إلى أي نتيجة، أما الأمر الثاني والأهم أنه إذا كان هناك من يريد أن يفرض على لبنان خيارات معينة لحل مسألة الفراغ الرئاسي، فنحن نعلم أن هناك دولتين لا ثالث لهما وهما أميركا وإيران، وإذا تفاهمت الدولتان على إيجاد حل للفراغ الرئاسي فأعتقد أنهما قادرتان على حل المسألة، وبالطبع لا أريد أن أقلل من وزن المبادرة الفرنسية، لكننا نرى اليوم أن موازين القوى تعود إلى أميركا وإيران وهما تلعبان دورًا بارزًا في الشرق الأوسط”.
وفيما يتعلق بالحراك القطري؟ يؤكّدأن “الحراك القطري حتى الآن لم يصل إلى أي نتيجة، ويجب النظر إليه من زاويتين، فهل يحمل الموفد القطري ورقة إيرانية أميركية للوصول إلى صيغة معينة تملأ الفراغ في لبنان، وهذا أمر لا يستبعده علم نظرًا لعلاقة قطر المتينة مع إيران وأميركا، وبالتالي هي قادرة على إنجاح مهمتها من خلال النفوذ التي تملكها إن كان ماديًا أم دبلوماسيًا، لكن الكلام عن المبادرة القطرية حتى الآن لا يزال مغايرًا عن الحقيقة لأننا لا نرى مواقف معلنة من الموفدين القطريين تجاه الملف الرئاسي، خاصوصًا أن زيارة البعض منهم تكون سرية بشكل كبير”.