قفزت أسعار الذهب إلى مستويات تاريخية جديدة في تعاملات الاثنين المبكرة، ولليوم الثاني على التوالي، حيث تجاوزت الأسعار الفورية 2100 دولار للأونصة، وبعد أن عززت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من ثقة المتداولين في أن البنك المركزي الأميركي قد يخفض أسعار الفائدة أوائل العام المقبل.
وارتفعت الأسعار الفورية للذهب إلى مستويات تاريخية جديدة عند 2110.8 دولار للأونصة، في تعاملات الاثنين المبكرة، قبل أن تتخلى عن بعض مكاسبها ليتم تداول حاليات عند 2084 دولارا.
وتتوقع الأسواق حاليا فرصة بنسبة 70 بالمئة لخفض سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأميركي بحلول آذار المقبل، بحسب أداة FedWatch من CME.
ونظرت الأسواق إلى تصريحات جيروم باول على أنها تميل إلى التيسير النقدي، مما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.
يرى محللون إن أسعار الذهب في طريقها للوصول إلى مستويات مرتفعة جديدة العام المقبل وقد تظل فوق مستويات 2000 دولار، مستشهدين بعدم اليقين الجيوسياسي والضعف المحتمل للدولار الأميركي والتخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة.
من جانبه، يرى مازن سلهب كبير استراتيجي الأسواق في BDSwiss MENA في تصريحات خاصة لـ سكاي نيوز عربية، أن الارتفاعات التاريخية الجديدة في الذهب التي حصلت الاثنين لن تكون الأخيرة.
وبحسب سلهب فإن هناك تغيير بنيوي عالمياً في النظرة إلى الذهب عموماً ومستقبل توازن الاقتصاد العالمي الذي لن يكون معتمداً على أميركا لوحدها ليس بسبب قوة الصين العملاقة أو صعود قوى أخرى مثل الهند بل لأن أميركا نفسها تتغير وتتخلى تدريجيا عن العولمة التي رسمت مستقبل العالم سياسياً واقتصاديا في العقود الثلاثة الاخرى.
وتابع قائلا: “ليس المهم الوصول إلى 2500 دولار للاونصة لأن هذا قد يحدث في الأعوام القادمة، علماً ان تراجع الذهب لن يحدث إلا في حال استقرار السياسة النقدية عالمياً وتوازن العوائد على السندات الحكومية في الاقتصاديات المتقدمة خصوصاً وهذا لا يحدث حالياً على الاقل”.