تستعد المنطقة للحرب أو لجولات متقطعة منها، اذ تتم المفاوضات وتدور التجاذبات السياسية بين كبار اللاعبين لتحقيق نتائج جذرية تحت وابل النيران او الضغوط العسكرية، وترى مصادر مراقبة ان الجولات الديبلوماسية في المنطقة ومنها لبنان وما تتضمنه من رسائل تخضع كلها للاملاءات الاميركية المتصالحة بل المنحازة الى اهداف اسرائيل والا فلا صوت سيعلو على صوت الحرب وهي الرسالة الوحيدة المتبقية.
ومع الحديث ان فرنسا بشخص مبعوثها الرئاسي جان ايف لودريان خسرت ثقل دورها في بلاد الارز بعد عدة جولات خاسرة لموفدها، الا ان البعض يرى انها لا تزال تملك تفويضا من اللجنة الخماسية وهي بطريقة او بأخرى تحوز ثقتها وليس صحيحا ان مفعول الوساطة الفرنسية في لبنان انتهى لمصلحة المبادرة القطرية كما يشيع البعض. اما الميدان اللبناني بملفاته الثلاثة العالقة على مستوى الشغور الرئاسي او ترميم القرار 1701 او ملف قيادة الجيش، فهي جميعا تخضع لشروط وشروط مضادة تتشابك بين الداخل والخارج.
وتشير المصادر الى ان الانظار تتجه الى ادارة حزب الله للملف الرئاسي في ظل الحرب القائمة، ويبدو جليا ان الاخير لن يرضخ للمقايضة من مثل تجميد ملف الرئاسة لمصلحة ممارسة المزيد من الضغوط لابداء تنازلات على جبهة 1701 التي باتت مرتبطة بجبهة غزة.
وتسود حال من البلبلة اذ لا تلوح في الافق حلول وسطية، فالمزاج الدولي الذي تقوده واشنطن هو حاليا في لحظة الخيارات العسكرية، بما يفسر عدم ركون اي من الاطراف الى ثبات او حلول نتيجة عدم وضوح الرؤية، وبالتالي لا طرح لخيارات او مسايرات خلف اصوات الاشتباكات الدائرة على الجبهات، فقط الجمود الى حين ازاحة غبار المعارك من طريق البحث عن وقف اطلاق النار في غزة الذي لا يزال ضائعا دوليا والبحث جار في عواصم القرار حول كيفية انهاء حرب غزة سياسيا.