هل يقدّم فرنجية الرئاسة لعون؟
لا يزال رهان الوزير السابق سليمان فرنجية كبيراً جداً على نار ميدان غزة وانتصار حزب الله في الجنوب، بالتالي خلط الاوراق التي ستصب بقوة لمصلحته الشخصية مما سيمنحهُ لقب فخامة الرئيس، لذا هو متصلب بموقفه، استناداً الى مجريات الاحداث ودعم الثنائي لهُ، الرافض تقديم أي خيار خارج الزعيم الزغرتاوي، ويتمسك به الى أن يقرر الأخير الإنسحاب وهذا مستبعد حتى الساعة.
لكن وسط كل ذلك يسود انطباع لدى المراقبين السياسيين، انه لا مؤشرات حيال انجاز انتخابات الرئاسة راهناً، وما زلنا في المربع نفسه “الرئاسة الى ما بعد غزة”، لتبقى المسؤولية في ذلك على الحزب جراء ربطه الاستحقاقات بمصير الاجندات الخارجية، علما انّ المبادرة الرئاسية الأخيرة التي أحضرها المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان معه هي الخيار الثالث لانتخاب رئيس، وقد قالها صراحة في معظم لقاءاته،
ويربط مقربون من رئيس تيّار المردة، المقاربة الرئاسية الجديدة بانجلاء المشهد الإقليمي والدولي وصولا الى الساحة الفلسطينية وتحديدا صراع حماس واسرائيل، حتى أن المجتمع الدولي واللجنة الخماسية لم تعد الأولوية لديهما انتخاب رئيس للجمهورية، بقدر أولوية التهدئة على الحدود الجنوبية. ويدرك عارفو فرنجية أنّ انسحابه لن يكون سهلاً خصوصاً مع قرب الانتصار الالهي، لذا سيعزز تربعه اكثر على مقاعد الترشح، كونه مقتنع انّ جائزة الرئاسة بنهاية المطاف، سترسو لصالحه.
وتحدثت معلومات في ال٢٤ ساعة الاخيرة عن لقاءات جمعت قائد الجيش العماد جوزاف عون بفرنجية بعيداً عن الاضواء في اطار مقاربة الاستحقاق الرئاسي، وامكانية فرنجية تأييد فرنجية لترشيح عون، مقابل مغانم سياسية وسلطاوية، الا انّ اوساط بنشعي نفت حصول الامر، بل تشدد ان فرنجية ثابت ومستمر بترشحه، وقرار الانسحاب غير وارد على الاطلاق، وتفيد ان فرنجية يكن كل المودة والاحترام لقائد الجيش، لكن هذا لا يعني ان الرجل سيقدّم لهُ قصر بعبدا على طبق من فضة، عدا انه من الصعب وصوله في ظل الاعتراض السياسي والتعقيدات الدستورية.