رأى الدكتور مصطفى علوش أنه “يصعب على الولايات المتحدة الأميركية تخطي موقف 157 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وإضطرارها لإستعمال حق الفيتو في مجلس الأمن في وجه قرار لوقف إطلاق النار في غزة، وهذا ما يبرر التبدل في موقف الرئيس الأميركي جو بايدن”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال علوش: “من غير الصحيح أن الولايات المتحدة الأميركية هي في خدمة إسرائيل، إنما العكس، فهذا الكيان زُرع في المنطقة لأسباب إستراتيجية، يُؤمَن من خلالها عدم الإستقرار، والحاجة الدائمة إلى السلاح، ولولا وجود الكيان الإسرائيلي لكانت تطورت المنطقة وخرجت من حالة الصراع”.
وأوضح أن “دولة إسرائيل قامت على العنف والترهيب، وفكرة بناء الدولة إستندت إلى تهجير الفلسطينيين، وحرب غزة شكلت الذريعة لإنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من مشاكله الداخلية، وهو الآن يبحث عن إنتصار لينقذ نفسه”.
وأكد أن “أقصى ما تريده إيران، التي تخلت عن حماس منذ اليوم الأول، هو ما يحصل الآن، فهي تظهر قدرتها على الإيذاء، وتريد في المقابل مكاناً على الطاولة، تريد أن تشرّع سيطرتها على الدول التي تملك فيها نفوذاً، وإن لم تصل إلى مبتغاها ستبقى شوكة في خاصرة المنطقة”.
ولفت إلى أن “مسألة التعرض للسفن في البحر الأحمر والسيطرة على المضائق قد تؤدي إلى إشعال حرب، والسؤال هل إيران قادرة على الدفاع عن الحوثيين هناك؟ المسألة ليست بهذه البساطة، والصراع على المضائق سيكون مع دول عظمى، وقد يؤدي الى حرب مفتوحة، خاصة وأن أحداً لم يفاوض إيران بعد”.
وكشف أن “الهدف الرئيسي لإسرائيل هو جعل غزة غير قابلة للحياة، خاصة وأن رؤية إعادة الإعمار غير واضحة، وإسرائيل تنظر إلى هذه المعركة بطريقة وجودية، وإذا تشكلت حكومة إسرائيلية جديدة، سيكون هدفها إدارة الحرب بشكل أفضل لا وقفها، خاصة وأن الدول العربية لا تميل إلى التعامل مع حماس إنما مع السلطة الفلسطينية”.
وأشار إلى أن “موقف حزب الله من الحرب مرتبط بموقف إيران وبرؤيتها، وهذه الأخيرة أجرت إتفاقاً نووياً مع “الشيطان الاكبر”، وبالتالي العقائد تخدم المصالح، وإيران تستخدم الشباب العربي لخدمة واقع إمبراطوري في الشرق الأوسط، وحزب الله لن يتجاوب مع أية إقتراحات ما لم تضمن إيران سيطرتها على مستعمراتها، ولبنان من ضمنها”.
وختم علوش بالتأكيد على أنه “لو كان في إستطاعة حزب الله القيام بعمل مباشر ضد إسرائيل لفعل، إسرائيل لديها رؤوس نووية وقنابل نووية تكتيكية، ستواجه فيها من يحاول القضاء عليها، وقصة شمشون هي في صميم الثقافة التوراتية اليهودية، في المقابل إن تجرأت إيران على إستخدام النووي ضدها، ستبيد بالإضافة إلى إسرائيل خمسة ملايين فلسطيني والشعب السوري واللبناني، فالتهديد الوجودي هو الأمر الوحيد الذي يدفع الشعوب إلى إستعمال النووي”.