بين السلم والحرب أين يقع لبنان؟!
عيد بأية حال عدت يا عيد؟
سؤال يطرح نفسه بظل هذه التناقضات التي نعيشها بهذه البقعة الصغيرة على الكرة الأرضية. على قدر ما هي صغيرة على قدر ما هي مقسمة سياسياً أمنياً وإجتماعياً.
تتزين طرقات بيروت وضواحيها بعدة أشكال خلابة، حيث إستقطبت الغريب والقريب وزرعت البسمة على وجوه صغارها وكبارها لتصبح ملجأ العديد من الناس للتخفيف من وطأة الضغوط النفسية والمعيشية التي يواجهها المواطن اللبناني. لكن وللأسف الخطر يطوق حدودنا الجنوبية ويتوغل نحو الداخل رويداً رويداً و لا نعلم متى سنقع بشبكة الحرب اللئيمة.
بالوقت التي تسمع أصوات المفرقعات والموسيقى في بيروت ابتهاجا بحلول الأعياد، تلعلع أصوات القذائف في مناطق الجنوب ويرافقها صرخات الألم و الخوف، ليس من الحاضر فقط بل أيضا من المصير المجهول.
كل هذه التخبطات والتناقضات التي يعيشها المواطن اللبناني تثبّت يوماً بعد يوم أن شعب لبنان يعشق الحياة ويعشق السهر ويتنشق أمل ومؤمن بأن اليوم جميل و غداً أجمل.
بالرغم من كل الصراعات والإحتمالات والتخوفات، يبقى لبنان بلد الجمال والفرح والحضارة من شماله إلى جنوبه الجريح. بالرغم من الجرح والألم هناك جرعات من الأمل تسكن قلوب اللبنانيين وتلئم جراح هذا الشعب الجبار الذي لديه كامل الإصرار أن لبنان سيعود كما كان بالرغم من كل الظروف.
ميرا خليل – ليبانون ميرور